بول بيا "الثامن"... وأسياس أفورقي "الأبدي" - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بول بيا "الثامن"... وأسياس أفورقي "الأبدي" - تواصل نيوز, اليوم الخميس 5 يونيو 2025 04:23 صباحاً

تواصل نيوز - ثمة ثلاثة بلدان أفريقية تشترك في أنها منذ استقلالها وحتى يومنا هذا، لم يحكمها سوى رئيسين فقط. يتعلق الأمر بالكاميرون، غينيا الاستوائية، وجيبوتي. تقع الأولى والثانية في وسط غرب القارة، أما الثالثة فتقع في شرقها، وتحديداً في القرن الأفريقي.

 

استقلت الكاميرون تدريجياً؛ إذ نال الجزء الشرقي من البلاد استقلاله عن فرنسا في الأول من كانون الثاني/ يناير 1960، وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 1961 أصبحت دولة موحدة بعد انضمام الجزء الغربي، الذي كان خاضعاً للاستعمار البريطاني.

 

كان أحمدو أحيدجو أول رئيس للكاميرون (مسلم)، وخلفه بول بيا (مسيحي) عام 1982، الذي تنكّر له ودفعه إلى مغادرة البلاد نحو منفاه السنغالي، حيث وافته المنية بدكار عام 1989.

 

ما زال بيا رئيساً حتى يومنا هذا، ويعتزم بحماسة خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في 25 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل للفوز بولاية ثامنة تمتد حتى عام 2032، حين يبلغ من العمر 98 عاماً.

 

أما في غينيا الاستوائية، فقد تعاقب على رئاسة البلاد منذ استقلالها عن إسبانيا في 12 تشرين الأول/أكتوبر 1968، فرانسيسكو ماسيي نغيما، الذي اشتهر بحكمه القمعي والدموي. وأُطيح به عام 1979 على يد ابن أخيه، تيودورو أوبيانغ نغيما، الذي يُعد اليوم أقدم رئيس دولة في العالم.

 

وفي جيبوتي، تولّى الرئيس حسن جوليد أبتيدون الحكم منذ استقلال البلاد عن فرنسا في 27 حزيران/ يونيو 1977، وفي عام 1999 انتقل الحكم إلى ابن عمه، إسماعيل عمر جيله، الذي لا يزال في السلطة حتى الآن.

إن إصرار بول بيا على الترشح لولاية رئاسية جديدة، وحرصه على البقاء عضواً دائماً في نادي أقدم رؤساء العالم، أعاد تسليط الأضواء عليه، وأيقظ العديد من القصص والطرائف التي تراوح بين السخرية والغرابة، وتكشف عن بعض ملامح شخصيته.

 

فقد وُصف بـ"الرئيس الغائب الحاضر"، وأيضاً بـرئيس فندق "إنتركونتيننتال جنيف"، نظراً لأنه، حين يكون في جنيف، يحجز طابقاً كاملاً له ولحاشيته، التي تضم نحو 60 شخصاً، وتُقدّر تكلفة الإقامة بنحو 40 ألف فرنك سويسري في الليلة الواحدة.

 

وحسب تقرير إعلامي كاميروني نشر  عام 2009 فإن الرئيس بيا قضى أكثر من 1500 يوم خارج بلاده منذ توليه الحكم، لا سيما في سويسرا. وكثيراً ما يردد الإعلام المحلي مقولة ساخرة مفادها: "بول بيا لا يعيش في الكاميرون، بل يزورها بين رحلة وأخرى!"، كما تُتداول عبارة شهيرة بين الكاميرونيين: "إذا رأيت طائرته في السماء، فاعلم أنه قرر أن يزور البلاد!".

 

ويُعرف عن الرئيس بيا كذلك أنه في خطاباته الرسمية يُلقي كلمات قصيرة جداً، لا تتجاوز دقائق معدودة، كما أنه نادر الظهور في المناسبات العامة، ما دفع البعض للسخرية منه بوصفه "أقل رئيس يتحدث، وأكثرهم بقاءً في السلطة".

 

وبسبب ندرة ظهوره واختلاف مظهره من مناسبة إلى أخرى، راجت شائعات كثيرة في وسائل التواصل الاجتماعي تقول إن من يظهر أحياناً ليس بول بيا الحقيقي، بل شخص يُشبهه!

 

وقبل أكثر من عام، عاد بيا إلى الكاميرون بعد غياب دام 42 يوماً، ما أثار تكهنات واسعة بشأن حالته الصحية، فأصدرت الحكومة بياناً تؤكد فيه أنه بصحة جيدة، ومنعت مناقشة وضعه الصحي في وسائل الإعلام، معتبرةً ذلك "مسألة أمن قومي".

 

وعلى خلاف الكاميرون، غينيا الاستوائية، وجيبوتي، يبقى الوضع في إريتريا الواقعة في القرن الأفريقي، فريداً من نوعه؛ إذ يتولى الرئيس أسياس أفورقي الحكم منذ استقلال بلاده في 24 أيار/مايو 1993، وبات يُنظر إليه باعتباره "الرئيس الأبدي". فلا رئيس سواه، ولا تُجرى في البلاد أي انتخابات رئاسية أو برلمانية، كما لا يوجد دستور نافذ، رغم الموافقة على مسودته عام 1997.

 

إن أفريقيا، القارة الواعدة بالفرص، لا تزال حتى اليوم مسرحاً للعديد من العجائب والغرائب، لا سيما في شؤون الحُكم والحكامة. وقد صدق الزعيم البوركينابي الراحل، النقيب توماس سانكارا، حين قال: "عدوّنا ليس الاستعمار فقط، بل الزعيم الذي يتحول إلى مستعمِر بمجرد أن يتسلم السلطة".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق