ولاء النبي للوطن: دروس من لحظات الهجرة

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن حب الوطن شعور فطري متأصل في النفس، وقد تجسد هذا الحب في أقوال وأفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة في الأوقات الصعبة مثل لحظة الهجرة.

وأضاف الشيخ خالد، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم الثلاثاء، “في بداية البعثة، بعد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء، ذهب إلى ورقة بن نوفل مع السيدة خديجة، وشارك معه ما حدث. فقال له ورقة: ليتني أكون حيًّا عندما يخرجك قومك. فكان رد النبي مفعمًا بالدهشة: أومُخرجيّ هم؟!، مما يعبر عن حزنه وألمه، إذ كيف يُطرد من وطنه، وهو الذي لم يصدر عنه سوى الخيرات والطيبة؟”.

الشيخ خالد الجندي: حب الوطن من الإيمان

وأوضح الشيخ خالد الجندي أن الهجرة كانت لحظة صعبة على قلب النبي، حيث قال: “في ليلة الهجرة، وقف النبي صلى الله عليه وسلم على مشارف مكة، موجهًا نظرته الأخيرة إلى موطنه، وعيناه مملوءتان بالدموع، مخاطبًا مدينته بكلمات خالدة: (والله إنك لخير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أنني أُخرجت منك ما خرجت)، وفي رواية أخرى، قال: (ما أطيبك من بلد، وما أحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك)”.

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الإمام الذهبي رحمه الله خصص فصلًا في كتابه يتحدث فيه عن محبوبات النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ضمنها: “كان يحب عائشة وأباها، ويفضل أسامة، ويحب الحسن والحسين، وكان يحب الحلوى والعسل، كما كان يحب جبل أحد… وبالتأكيد كان يعشق وطنه”.

وأكد الشيخ خالد الجندي أن هذا الحب العميق للوطن يجب أن يسكن في قلوبنا، حيث يجب أن يتجذر في أفعالنا، فالولاء للوطن هو جزء لا يتجزأ من الإيمان، وهو أيضًا تجسيد للسنة النبوية في أروع صورها.