مستقبل الحروب: تكاليف التسليح المتزايدة حتى 2035
أفاد الدكتور سعيد سلام، مدير مركز فيجن للدراسات، أن قرار قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035 يُعتبر تحولًا كبيرًا في مسار العسكرة والتسليح على الصعيد العالمي. وأوضح أن هذه النسبة تشمل 3.5% مخصصة للصناعات الدفاعية التقليدية و1.5% للبنية التحتية المتعلقة بالدفاع والأمن السيبراني والابتكار.
وأبرز في مداخلة مع الإعلامي أحمد بشتو في برنامج “المراقب” على قناة “القاهرة الإخبارية” أن هذا القرار “لم يكن مفاجئًا” في ضوء التحولات العسكرية الكبرى التي شهدها العالم مؤخرًا، بدءًا من الحرب الروسية الأوكرانية ووصولًا إلى التوترات بين إيران وإسرائيل.
كما أشار الدكتور سلام إلى أن التطورات العسكرية الأخيرة أكدت على أهمية أنظمة الدفاع الجوي المتعددة الطبقات، وكذلك فعالية الصواريخ الباليستية والمجنحة (كروز) في عمليات الردع والهجوم، مؤكدًا أن هذه التجارب ستؤدي إلى استثمارات هائلة في هذه الأسلحة.
في الوقت نفسه، شدد على أن الطائرات المسيرة الانتحارية، سواء القصيرة أو بعيدة المدى، أصبحت عنصرًا حاسمًا في النزاعات الحديثة، خاصة عندما يتم دمج الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف وتنفيذ المهام القتالية بدقة.
وأشار سلام أيضًا إلى أن الأمن السيبراني أصبح له الأولوية نفسها التي تُعطى للتسليح التقليدي، خاصة مع تزايد الهجمات الإلكترونية وعمليات التجسس في السنوات الأخيرة، مما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الطلب على تقنيات الحماية الرقمية، وأنظمة الدفاع السيبراني، والشركات التكنولوجية المتخصصة.
وأكد مدير مركز فيجن للدراسات أن هذا التحول العالمي سيفتح “عصرًا ذهبيًا” لشركات السلاح والتكنولوجيا، مشيرًا إلى أنها ستتمكن من تحقيق مئات المليارات من الدولارات في السنوات المقبلة لتلبية الطلب غير المسبوق من الحكومات حول العالم.
تعليقات