في تطور ملحوظ للصراع بين إيران وإسرائيل، أعلن جيش الاحتلال عن تنفيذ عملية عسكرية أسفرت عن اغتيال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء علي شادماني، وذلك في غارة جوية استهدفت موقعًا عسكريًا في شمال غرب إيران.
وفي تعليقه على هذا التطور، أكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، أن ما جرى يمثل تصعيداً غير مسبوق في الصراع الإسرائيلي الإيراني، ولا سيما أن اغتيال علي شادماني جاء بعملية جوية دقيقة استهدفت مقر القيادة في طهران.
ووضح أستاذ القانون الدولي – في تصريحات خاصة لصدى البلد – أن هذا الاغتيال يأتي في إطار “عملية الأسد الصاعد” الإسرائيلية، التي تستهدف القيادات العسكرية والعلمية الإيرانية، بعدما شهدت الأيام الأخيرة اغتيال قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي وآخرين، مما يدل على استراتيجية إسرائيلية جديدة تهدف إلى “قطع رأس الأفعى”.
لماذا الآن؟ دوافع إسرائيل تتكشف
وأضاف الدكتور أيمن سلامة، أن توقيت عملية الاغتيال ليس مجرد مصادفة، فإسرائيل تسعى إلى شل القدرات العسكرية الإيرانية، وتعطيل برنامجها النووي، وتفكيك شبكة وكلائها في المنطقة. ويعتبر اغتيال شادماني، الذي تولى منصبه مؤخراً بعد اغتيال سلفه، بمثابة ضربة قوية لسلسلة القيادة الإيرانية.
وأشار إلى أن إسرائيل تهدف من خلال هذه الهجمات المتكررة إلى استغلال ما تعتبره “فرصة ملائمة” عسكرياً ودبلوماسياً لتقويض طهران وتقليل نفوذها. وتعكس هذه العمليات تفوقاً استخباراتياً إسرائيلياً ملحوظاً، حيث استطاعت اختراق العمق الإيراني واستهداف شخصيات بارزة.
تداعيات لا تُحمد عقباها: المنطقة على صفيح ساخن
وأكد أستاذ القانون الدولي أنه من المؤكد أن تداعيات هذا الاغتيال ستكون وخيمة على المنطقة والعالم. فإيران لن تظل بلا رد، وقد هددت بردٍّ قاسٍ وغير مسبوق. ومن المحتمل أن نشهد في الفترة المقبلة تصعيداً حاداً في الهجمات المتبادلة، مما قد يستهدف المصالح الإسرائيلية في المنطقة والعالم، وربما تشمل أيضاً استهداف قواعد أمريكية أو بريطانية أو فرنسية إذا قدمت دعماً لإسرائيل. وقد يؤدي هذا التصعيد إلى نشوب حرب إقليمية شاملة تتدخل فيها أطراف دولية أخرى، مما ينتج عنه زعزعة استقرار أسواق الطاقة العالمية، وارتفاع أسعار النفط، وزيادة الأزمات الإنسانية.
واختتم مؤكداً أن اغتيال شادماني يدفع المنطقة نحو حافة الهاوية، مما يجعل الحاجة إلى تهدئة عاجلة وتدخل دولي فعال أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
تعليقات