تعزيز رعاية المواليد: أهمية برنامج تدريبي جديد
استقبل الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة لشؤون السكان وتنمية الأسرة، حيث قامت بزيارة للمحافظة مع وفد مرافق لها، وذلك في إطار جولتها التي تمتد ليومين ضمن توجيهات الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، لمتابعة تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية.
نظمت نائب الوزير عرضًا لمحاور الخطة العاجلة تحت شعار “بنقرب المسافات”، والتي تهدف إلى تحقيق الأهداف السكانية لمصر بحلول عام 2027. وقد تم إعداد هذه الخطة بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة للسكان، بهدف سد الفجوات في المناطق الأكثر احتياجًا، مع التركيز على مركزي أبوتشت ودشنا بمحافظة قنا كمرحلة تجريبية، حيث تبين الحاجة إلى تحسين المؤشرات السكانية. كما تضمنت جولة نائب الوزير لقاء المجلس الإقليمي للسكان، وتعزيز التعاون مع جامعة جنوب الوادي، إضافة إلى لقاء ممثلين من القطاع الصحي الخاص لترسيخ الالتزام ببروتوكولات تنظيم الأسرة والولادة القيصرية.
في اليوم الثاني من الزيارة، ستقوم نائب الوزير بجولة ميدانية في مركز أبوتشت لمتابعة قياس مؤشرات تنفيذ الخطة العاجلة وتحديد الفجوات الجديدة في المستشفيات ووحدات الرعاية الصحية الأولية. بالتوازي مع ذلك، سيتم عقد تدريبات لعدد من الأطباء في المنشآت الصحية الحكومية والخاصة حول كيفية التعامل مع حالات حديثي الولادة الحرجة، مساهمة في جهود تحسين خدمات الرعاية للمبتسرين وتقليل وفيات حديثي الولادة.
وفي هذا السياق، ترأس الدكتور خالد عبد الحليم الاجتماع الدوري للمجلس الإقليمي للسكان بحضور الدكتورة عبلة الألفي، لمناقشة الوضع الحالي للمؤشرات السكانية في المحافظة واستعراض الجهود المبذولة لمعالجة التحديات السكانية، تماشيًا مع توجيهات القيادة السياسية التي تعتبر القضية السكانية من أولوياتها.
وقد قدمت الدكتورة عبلة الألفي عرضًا لمؤشرات الأداء السكاني في محافظة قنا، مشيرة إلى أن عدد السكان هو 3,674,412 نسمة، مع 252 وحدة سكانية ثابتة، و7 مستشفيات مركزية، و15 عيادة متنقلة، و11 جمعية أهلية ناشطة في تنظيم الأسرة. وأوضحت أن معدل الإنجاب الكلي في المحافظة يبلغ 3.09 وفقًا لمسح الأسرة المصرية لعام 2023/2024، بينما سجل المسح الصحي الأخير معدلًا بلغ 3.46، في حين تستهدف الدولة خفض هذا المعدل إلى 2.1 مولود لكل سيدة بحلول عام 2027.
أشارت نائب الوزير إلى أن الوزارة تتابع بانتظام مؤشرات تنظيم الأسرة، حيث قدمت عرضًا لأبرز نتائج الربع الأول من عام 2025، مؤكدة أن خفض الحمل غير المخطط هو أحد الأهداف الأساسية للخطة العاجلة. وأوضحت أن تلبية الحاجات غير الملباة في تنظيم الأسرة سيساهم في تقليل عدد المواليد بنحو 400,000 سنويًا، رغم وجود فجوة تغطية تصل إلى 60% بالرغم من توفر الوسائل مجانًا. وفي هذا السياق، وافق رئيس الوزراء على توفير موارد مالية لسد النقص في أطباء النساء بوحدات الرعاية.
وأكدت نائب الوزير على أهمية الاعتماد على وسائل تنظيم الأسرة طويلة المدى، نظرًا لكفاءتها وانخفاض تكلفتها، مشيرة إلى أن نسبة الحاجات غير الملباة في قنا تصل إلى 19.7%. ووجهت مديرية الصحة بترشيح متدربين لبرنامج مشاركة المهام لسد العجز في وحدات الرعاية، مشددة على أن الخطة العاجلة تهدف أيضًا إلى القضاء على زواج وعمالة الأطفال، وتحسين مستويات التعليم والتغذية، وتعزيز تمكين المرأة. كما دعت إلى إجراء تقييم دوري كل 100 يوم، وأعلنت عن بدء المرحلة الثانية من الخطة العاجلة من مايو إلى يوليو مع التركيز على تطوير مراكز الرعاية وتنمية الأسرة، بالإضافة إلى تنظيم ورش تدريبية لمسؤولي الرعاية بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وفي الختام، أكدت الدكتورة عبلة الألفي على أن النجاح السكاني يتطلب تركيزًا محليًا بدلاً من خطة عامة، مشددة على أهمية العمل وفق خصوصيات كل منطقة، مع التأكيد على أن التقدم يُحقَّق فقط من خلال الشراكة والتكامل بين الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية.
التحديات الناتجة عن الزيادة السكانية
من جانبه، أشار محافظ قنا إلى أن الزيادة السكانية تشكل تحديًا رئيسيًا يعيق جهود التنمية، حيث تؤثر سلبًا على نصيب الفرد من الخدمات الأساسية وتزيد الأعباء الاقتصادية والاجتماعية. وشدد على ضرورة اتباع نهج متكامل يحسن المعايير السكانية، من خلال حملات توعية وندوات لإرشاد المجتمع حول صحة الأم والطفل، وذلك لتأهيل أجيال قادرة على دعم مسيرة التنمية.
تعليقات