الشروط الشرعية لتنظيم حفلات التخرج وفقاً لفتاوى دار الإفتاء.

استقبلت دار الإفتاء المصرية استفسارًا حول الحكم الشرعي لإقامة احتفال تخرج في الجامعة.

وأوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي أن إقامة حفلات التخرج الجامعي أمر جائز شرعًا، شرط أن تُراعى فيها الآداب والضوابط الشرعية التي تنظم تصرفات الفرد بما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ويتوجب أن تكون هذه الاحتفالات تعبيرًا عن شكر الله على النعم وليس للرياء أو الفخر.

وأكدت على ضرورة الالتزام بالاحتشام وستر العورات، وعدم تضمينها أمورًا محرمة شرعًا، مع الالتزام بالأخلاق الشرعية والقيم المجتمعية. وينبغي أن تُقام هذه الحفلات في المؤسسات التعليمية التي تخرج منها الطلاب، أو في أماكن تشرف عليها تلك المؤسسات قدر الإمكان، لضمان الانضباط والامتثال للقيم المعمول بها.

حث الشرع الشريف على طلب العلم
وأشارت إلى أن نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية أكدت على أهمية طلب العلم والسعي للحصول عليه. وقد جعل الله سبحانه طلب العلم عبادة عظيمة وأحد أرفع القربات، حيث قال: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [المجادلة: 11].

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة…». رواه الإمام أحمد وأبو داود.

حكم حفلات التخرج
وأوضحت الدار أن الاحتفال بالعلم والفرح بنجاحه هو جزء من الأدلة الشرعية التي تأمر بإظهار الفرح عند تلقي النعم، خاصة عند التخرج أو النجاح في مراحل التعليم. فشهادة التخرج تمثل انتقال الطالب من مرحلة دراسية إلى أخرى جديدة – وهي مرحلة العمل – مما يدعو للفرح والاجتهاد. وفي هذا المعنى، قال الله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58].

لذا، فإن الاحتفال يعد من مظاهر الفرح المباح، وقد يتحول إلى عبادة يُثاب عليها إذا نُسبت النية إلى شكر الله على نعمه وإظهار فضل الله على المتفوقين.

قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11].

وأيضًا، قال النعمان بن بشير رضي الله عنه: «التحدث بنعمة الله شكر»، كما نعوّل على قدرة الاحتفال في إدخال السرور إلى النفس وتعزيز الروابط بين الأفراد، وهذا يتماشى مع تعاليم الشريعة.

ومن المهم أن تسير الاحتفالات وفق مجموعة من الضوابط الشرعية، أبرزها:
1- اعتبار الاحتفالات إظهارًا لنعمة الله وليس للرياء.

2- تجنب أي أمور محرمة، مثل الاختلاط غير الملائم.

3- الالتزام بعدم النظر إلى ما لا يحل النظر إليه.

4- الحفاظ على الاحتشام وعدم كشف العورات.

5- مراعاة التوجيهات من الجهات المسؤولة عن التعليم.

6- إقامة الحفلات في المؤسسات التعليمية أو الأماكن المسموح بها.

إذا تم مراعاة هذه الضوابط، فإن إقامة حفلات التخرج تعتبر جائزة شرعًا وفقًا لما يحقق القيم والأعراف المجتمعية.