الخطوط الجوية: كيف يمكن أن تؤثر الهجمات على المفاعلات النووية في المنطقة على مصر؟

تزداد المخاوف في مصر بسبب التوترات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، حيث يتساءل العديد عن الأثر المحتمل لهذه التوترات على البلاد، خاصة في ظل الحديث عن إمكانية تعرض المفاعلات النووية في كلا الجانبين للاعتداءات. فهل ستتأثر مصر بذلك؟

من الجدير بالذكر أنه منذ 13 يونيو، شهدت المنطقة تصعيدًا ملحوظًا في التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات ضد أهداف إيرانية.

استهدفت هذه الهجمات مواقع عسكرية ومنصات إطلاق صواريخ، وأسفرت عن اغتيال عدد من القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين. من جانبها، ردت إيران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة نحو إسرائيل، مهددة بمزيد من التصعيد.

أثر التسرب الإشعاعي على مصر

في حديثه لقناة “إكسترا نيوز”، أكد الدكتور سامي شعبان، رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، أن مفاعل ديمونة الإسرائيلي، رغم قربه من الحدود المصرية (80 كيلومترًا تقريبًا)، لا يمثل تهديدًا مباشرًا للأراضي المصرية حاليًا، بسبب المعايير الفنية وغياب الظروف التي قد تؤدي إلى تسرب إشعاعي مفاجئ.

كما أعرب الدكتور سعيد سليمان، الخبير في الزراعة وأستاذ الوراثة بجامعة الزقازيق، عن آراء مطمئنة بشأن تأثير أي هجوم إسرائيلي محتمل على المفاعلات النووية الإيرانية. وأكد أن موقع مصر الجغرافي يحميها، وأن المسافة بينها وبين إيران تجعل احتمال وصول التسرب الإشعاعي إليها ضئيلًا.

ومع ذلك، إذا قامت إيران باستهداف المفاعل النووي الإسرائيلي، فقد تكون النتائج أكثر خطورة.

وفقًا للدكتور سليمان، فإن الرياح في مصر تأتي من شمال شرق وشمال غرب، مما يعني أن تأثير أي هجوم إيراني سيكون محدودًا على البيئة المصرية، حيث يُتوقع عدم وصول الإشعاعات إلى الأراضي الزراعية، وخاصة في سيناء.

تأثير اتجاه الرياح على الإشعاع

وفي سياق متصل، أشار الدكتور مصطفى عزيز، الرئيس السابق لهيئة الرقابة النووية والإشعاعية، إلى أن آثار استهداف عسكري إيراني لمفاعل ديمونة ستعتمد بشكل أساسي على اتجاه الرياح. فقد أشار إلى وجود إمكانية لتخفيف مستوى الإشعاع قبل وصوله إلى الحدود المصرية، مما يقلل من المخاوف حيال البلاد.

من جانبه، أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن أغلب الرياح التي تهب على مصر طوال العام هي رياح شمالية غربية، التي قد تتحول إلى جنوبية شرقية في موسم الخماسين. وهذا يعني أن أي هجوم على مفاعل ديمونة لن يؤثر بشكل كبير على مصر، وذلك بسبب عدم توافق اتجاه الرياح مع الموقع الجغرافي للبلاد.