إيران تدعو سكان رمات غان في تل أبيب للإخلاء العاجل

وجهت طهران تحذيرًا غير مسبوق إلى سكان منطقة “رمات غان” في تل أبيب والمناطق المحيطة، داعية إياهم إلى إخلاء المنطقة بصورة عاجلة، خاصة عقب إعلان المسؤولين الإيرانيين عن استعدادهم لتوجيه ضربات “عقابية” ضد أهداف إسرائيلية.

جاء التحذير، الذي نشرته وكالة مهر الإخبارية الرسمية، في إطار خطاب رئيس القوات المسلحة الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، الذي أشار فيه إلى أن الضربات القادمة ستستهدف “مناطق عقابية” في تل أبيب وحيفا، وحث السكان على مغادرة “الأراضي المحتلة” حفاظًا على أرواحهم.

وتعكس هذه التصريحات رد إيران على ما تصفه بـ “الاعتداءات الإسرائيلية” الأخيرة على منشآتها النووية والعسكرية، تحديدًا في نطنز وأصفهان.

وفي بيان صادر عن وكالة مهر، تم وصف التحذير بأنه “فوري” ويستهدف جميع الأفراد في المناطق المذكورة، مع التأكيد على حيفا وتل أبيب بشكل خاص.

هذا التهديد تزامن مع إعلان الحرس الثوري الإيراني إطلاق صواريخ نحو القواعد الإسرائيلية، حيث اعتبرت طهران هذا الإجراء حقًا مشروعًا في إطار الرد على الضربات الجوية الإسرائيلية.

على الجانب الآخر، لم تصدر الحكومة الإسرائيلية بيانًا رسميًا على الفور حول إجلاء السكان، لكن مصادر إسرائيلية مثل “القناة 12″ و”القناة 14” نقلت تحذيرات شبه رسمية للمقيمين في رامات غان بإخلاء المنطقة بشكل عاجل. في حين أشارت عدة تقارير، منها ynetnews، إلى أن فرق الإنقاذ توجهت لإجلاء المباني المرتفعة التي تأثرت جزئيًا جراء الصواريخ الإيرانية، وتقديم الإسعافات لأكثر من 129 مصابًا يعانون من إصابات طفيفة نتيجة الهلع أو شظايا الصواريخ.

شهد سكان الحي لحظات من الرعب بعد دوي الانفجارات، حيث هرعت فرق الإسعاف والشرطة لإخلاء المباني العالية، بما في ذلك مبنى يتكون من 26 طابقًا، وتم نقل المصابين لتلقي العلاج.

يُظهر التحذير الإيراني بإجلاء سكان رامات غان وتل أبيب تحولًا نوعيًا في طبيعة الصراع المستمر منذ منتصف يونيو 2025، حيث تداخلت الساحات العسكرية والمدنية، وتحولت التهديدات إلى واقع يؤثر بشكل مباشر على المواطنين. إذا لم يتم احتواء هذا التصعيد عبر جهود دولية ووساطات دبلوماسية، فقد يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا أكبر، يؤثر على المنطقة بأكملها ويعيد تسليط الضوء على مدى تأثير النزاعات الإقليمية الكبرى على المدنيين.