إسرائيل تبحث خيارات لضرب فوردو النووي وسط تردد أمريكي

تستكشف إسرائيل خيارات متنوعة لتدمير منشأة “فوردو” الإيرانية المحصنة، في ظل استمرار الغموض بشأن القرار الأمريكي فيما يتعلق بالتدخل العسكري في النزاع المتصاعد مع إيران.

وكشف تقرير لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية أن إسرائيل تدرس عدة سيناريوهات، أبرزها الاستعانة بوحدة النخبة “شالداغ” التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، التي نفذت عمليات خاصة خلف خطوط العدو في مواقع محصنة بشدة من قبل.

تُعرف “شالداغ” – التي تعني “طائر الرفراف” بالعبرية – بقدرتها على إجراء عمليات تسلل وزرع متفجرات في منشآت معقدة، بما في ذلك تلك الواقعة تحت الأرض. وأفاد التقرير أن عناصر من هذه الوحدة قد نفذوا هجومًا مفاجئًا داخل مصنع صواريخ تحت الأرض في سوريا خلال سبتمبر الماضي، حيث زرعوا متفجرات وقاموا بتفجيرها عن بعد رغم أن الموقع يقع على عمق 90 مترًا تحت الأرض، بينما قدّم سلاح الجو غطاءً جويًا من خلال ضربات تمويهية.

مقارنة بين “فوردو” والمنشآت السورية

قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يادلين، لشبكة “فوكس نيوز” إن “الموقع السوري كان مشابهًا لموقع فوردو من حيث درجة التحصين، على الرغم من أن فوردو أكبر وأكثر تعقيدًا”. وأضاف: “لكي ننجز هذه الحرب سريعًا، يجب أن نجد طريقة للتعامل مع فوردو”. وأكد أن الهجوم على المنشأة النووية الإيرانية قد يكون خطوة حاسمة لتغيير مجرى الحرب.

على الرغم من نجاح العملية في سوريا، تبدو التحديات لاستهداف “فوردو” أكبر بكثير بسبب موقعها العميق في الجبال جنوبي طهران، مما يجعل الوصول إليها أكثر تعقيدًا.

شكوك ترامب وتلميحات نتنياهو

أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات للصحفيين يوم الجمعة إلى أن القدرات العسكرية الإسرائيلية قد لا تكون كافية لتنفيذ عملية ناجحة ضد “فوردو” بمفردها، قائلاً: “قدرتهم محدودة للغاية. بإمكانهم اختراق جزء صغير لكنها لا تستطيع التوغل بعمق. ليست لديهم هذه القدرة”.

شدد ترامب على أن القنابل الوحيدة القادرة على تدمير المنشأة بشكل كامل هي القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، التي تُطلق من قاذفات “بي-2” الشبحية.

من جانبه، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكشف عن تفاصيل خطط بلاده، لكنه ألمح إلى وجود خطط بديلة وتقنيات سرية قد تُستخدم في التعامل مع “فوردو”، قائلاً: “لدينا العديد من الشركات الناشئة، والعديد من الخطط السرية، ولا أعتقد أنه ينبغي عليّ تقديم المزيد من التفاصيل”.

تأتي هذه التطورات في وقت تؤكد فيه إسرائيل أن ضرباتها الأخيرة ضد إيران تهدف إلى منع طهران من الوصول إلى سلاح نووي، فيما تصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية فقط. وكانت منشأة “فوردو”، الواقعة تحت جبل في منطقة قم، تعتبر من أكثر المنشآت النووية الإيرانية تحصينًا وقد أثارت مخاوف الغرب لسنوات.