أمريكيون يرحلون من إيران وسط تصاعد التوترات الإسرائيلية
كشفت برقية داخلية من وزارة الخارجية الأمريكية، التي اطلعت عليها وكالة “رويترز”، أن مئات من المواطنين الأمريكيين غادروا إيران الأسبوع الماضي عبر طرق برية، بعد اندلاع المواجهات الجوية بين طهران وتل أبيب.
وأفادت البرقية أن العديد من هؤلاء غادروا إيران دون مشاكل، بينما واجه “الكثيرون” تأخيرات ومضايقات خلال محاولاتهم للخروج من البلاد.
وأشارت الوثيقة إلى أن عائلة واحدة على الأقل أبلغت عن احتجاز اثنين من أفرادها الأمريكيين أثناء محاولتهما الخروج من إيران، دون تقديم تفاصيل إضافية حول ظروف الاحتجاز أو الجهة المسؤولة عنه.
تسلط البرقية، المؤرخة في 20 يونيو الجاري، الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه الولايات المتحدة في حماية رعاياها داخل إيران، خاصة في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ الثورة الإيرانية عام 1979.
تحذيرات متزايدة وقيود على المغادرة
مع تصاعد المخاطر، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرًا من السفر طالبت فيه المواطنين الأمريكيين بمغادرة إيران عبر المعابر البرية إلى أذربيجان أو أرمينيا أو تركيا، مشيرة إلى أن المجال الجوي الإيراني مغلق تمامًا أمام الحركة المدنية. كما أكدت البرقية أن السفارة الأمريكية في عشق آباد، عاصمة تركمانستان، قد طلبت رسميًا دخول أكثر من 100 أمريكي قادمين من إيران، ولكن الحكومة التركمانية لم ترد بعد على هذا الطلب.
وأشارت التحذيرات إلى أن إيران لا تعترف بازدواج الجنسية، وتعامل المواطنين الإيرانيين-الأمريكيين كإيرانيين فقط، مما يزيد من احتمالات تعرضهم للاعتقال أو الاحتجاز.
في سياق متصل، أفادت رسالة إلكترونية داخلية أخرى من وزارة الخارجية الأمريكية أن أكثر من 6400 مواطن أمريكي قدموا طلبات عبر استمارات إلكترونية للمساعدة في مغادرة إسرائيل، ضمن خطط إجلاء شاملة تشمل رحلات عسكرية وتجارية ومستأجرة وحتى سفن سياحية، وفقًا لما أكده السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي.
تصاعد العمليات العسكرية وصعوبات الإجلاء
وبحسب البرقية، من المتوقع أن يحتاج بين 300 إلى 500 مواطن أمريكي يوميًا إلى مساعدة للخروج من إسرائيل مع تصاعد التوترات العسكرية. وعلى الرغم من عدم توفر إحصاءات دقيقة، يُعتقد أن آلاف الأمريكيين مقيمون في إيران، بينما يعيش مئات الآلاف في إسرائيل، مما يجعل عمليات الإجلاء أكثر تعقيدًا.
اندلعت المواجهات المباشرة في 13 يونيو بعد أن شنت إسرائيل غارات جوية على أهداف عسكرية ونووية في إيران كجزء من عملية “الأسد الصاعد”، مما أثار قلقًا إقليميًا واسعًا، خاصة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر 2023.
في المقابل، استجابت طهران بهجمات صاروخية ومسيّرة استهدفت مواقع عسكرية في إسرائيل، في حين أفادت وكالة “هرانا” لحقوق الإنسان، ومقرها الولايات المتحدة، أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن 639 قتيلًا في إيران، بينهم مسؤولون عسكريون كبار وعلماء في المجال النووي. بينما أفادت إسرائيل بمقتل 24 مدنيًا في الهجمات الإيرانية المضادة.
وحسب الرسائل الداخلية التي اطلعت عليها “رويترز”، لم تسجل وزارة الخارجية الأمريكية حتى الآن أي وفيات أو إصابات بين المواطنين الأمريكيين في كل من إسرائيل وإيران، وسط استمرار الجهود لإجلائهم.
تعليقات