أسرار العام الهجري: 5 أسباب وراء تسميته وقصته المثيرة

من الواضح أن سؤال لماذا أُطلق اسم العام الهجري عليه يعد من الألغاز المتعلقة بتاريخ الإسلام أو التقويم الإسلامي. حيث ينتهي العام الهجري كل عام في آخر يوم من شهر ذي الحجة، ليبدأ عام هجري جديد في شهر المحرم، مما يثير التساؤل حول سبب التسمية.

سبب تسمية العام الهجري

يُعزى اسم التاريخ الهجري إلى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد رُويت قصة تتعلق بتأسيس التاريخ الهجري: أنه في السنة الثالثة أو الرابعة من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تلقى رسالة من أبي موسى الأشعري رضي الله عنه يشكو فيها من عدم وجود تاريخ في الرسائل التي تصله. ولذلك، دعا عمر بن الخطاب الصحابة للتشاور في هذه المسألة.

قُدمت اقتراحات للتأريخ بناءً على التاريخ الفارسي، ولكن هذا لم يلقَ قبولاً. ثم أُشير إلى التأريخ بحسب التاريخ الروماني، لكن ذلك أيضاً لم يُعجب الصحابة. إلى أن تم اقتراح التأريخ بناءً على ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتحدث البعض عن التأريخ من مبعثه، في النهاية قال آخرون أن التأريخ يمكن أن يبدأ من هجرته، فقال عمر: “الهجرة فصلت بين الحق والباطل، لذا دعونا نبدأ بهذا العام.” وتوافق الجميع على التأريخ من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.

أسماء الأشهر الهجرية

في أحد مؤلفاته، يتحدث الشيخ علم الدين السخاوي عن معاني وأسباب اشتقاق أسماء الأشهر الهجرية، وهي كما يلي:

شهر محرم: سُمي بهذا الاسم تأكيدًا لحرمته. شهر صفر: جاء اسمه من خلو بيوت العرب من أصحابها نظراً لرحيلهم في القتال. ربيع الأول ورجب الآخر: سُميّا بهذا الاسم لأن القبائل كانت تستقر في موسم الربيع. جمادى الأولى وجمادى الآخرة: سُميَ هذا الشهر بهذا الاسم بسبب تجمد الماء فيه. رجب: يعني التعظيم. شعبان: اشتق اسمه من تفرّق القبائل. رمضان: من الحر الشديد. شوال: يأتي من شالت الإبل تُعبّر عن البقاء. ذو القعدة: تم تسميته لأنه شهر يعتزل فيه الناس القتال. ذو الحجة: لأن الحج يُشرَع فيه.

بداية العام الهجري

تحدد دار الإفتاء المصرية بداية العام الهجري من خلال رؤية هلال شهر المحرم لعام 1447 هجري، وذلك بعد غروب شمس الأربعاء، التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة لعام 1446 هجري، الم coincide مع 25 يونيو 2025 ميلادي. ويتمّ التحقق من نتيجة هذه الرؤية، سواء كانت مثبتة أو غير مثبتة، من قِبل اللجان الشرعية والعلمية المنتشرة في الجمهورية.

ستعلن دار الإفتاء المصرية عن الموعد المحدد لأول أيام شهر المحرم لعام 1447 هجري بناءً على ذلك.

سبب بداية السنة الهجرية في محرم

تتضح الحكمة من اختيار شهر المحرم كأول شهر في السنة الهجرية، رغم أن الهجرة النبوية حدثت في ربيع، من قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث اعتُبر شهر المحرم بدء السنة لأنه يأتي بعد شهر الحج مباشرة، حين يعود الناس وقد غُفرت ذنوبهم ويبدأوا حياة جديدة. وهذا ما يجعله بدءاً ذا بُعد روحي من الناحية الدينية.

تبدأ السنة الهجرية بشهر المحرم وتنتهي بشهر الحجة، مما يُعزز من قيمتهما. وقد كان السلف الصالح يعظمون الأيام الأولى من شهري المحرم وذي الحجة. لذلك، يُعد من الجيد كثرة الأعمال الصالحة والعبادات في هذه الأشهر المباركة.

تاريخ الهجرة

ذُكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة إلى المدينة في السابع والعشرين من صفر في السنة الثالثة عشرة للبعثة، الموافق الثالث عشر من الشهر التاسع في عام 622 ميلادي. وقد انطلق من مكة ليلة الجمعة، وقضى فترة في غار ثور، ثم توجه إلى المدينة وبلغ قباء في الثامن من ربيع الأول.

بينما كانت هجرة الرسول في شهر ربيع الأول، يُحتفي به في مصر كمpt بداية العام الهجري الجديد، ويُعزّز اسم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاحتفالات. وقد تم التأريخ للهجرة سنة واحدة هجريّة تَبعًا لموقف عمر بن الخطاب. وفي الختام، يعتمد التقويم الهجري على نظام قمري حثّ الله عليه في القرآن الكريم.