نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حصري فقط على تواصل نيوز - مقتل نجمة شهيرة على "تيك توك" في باكستان يُشعل القلق بين النساء الباكستانيات - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 08:50 صباحاً
تواصل نيوز - منذ أن اطّلعت سُنينة بخاري على آلاف التعليقات التي تبرّر جريمة قتل إحدى نجمات "تيك توك" في بلدها باكستان، بدأت تفكّر في الانسحاب من وسائل التواصل الاجتماعي تاركة وراءها متابعيها البالغ عددهم 88 ألفاً، وتقول "كنت المؤثرة الأولى في عائلتي، وربما أصبح الأخيرة".
أما سناء يوسف البالغة 17 عاماً فقُتلت في منزلها، الأسبوع الفائت، برصاص رجل رفضت إقامة علاقة معه، وفقاً للشرطة، وكان يحوم منذ ساعات حول منزل عائلتها في إسلام آباد.
وانهالت التعليقات بعد الجريمة على أحدث مقطع فيديو نشرته عبر موقعها، الذي يبلغ عدد متابعيه مليوناً، وتظهر فيه وهي تحتفل بعيد ميلادها. ولم تقتصر هذه التعليقات على الدعوات بأن ترقد بسلام، بل اعتبر بعضهم أن الإنسان "يحصد ما يزرع"، وأنها "استحقت" هذا المصير لكونها "لم تكن تحترم الإسلام".
وعندما قرأت سُنينة بخاري البالغة 28 عاماً هذه التعليقات، وردت ببالها، ككثر غيرها من مستخدمي الشبكات الاجتماعية، تساؤلات عمّا سيؤول إليه مصير مجموعة المتابعين التي كوّنتها خلال السنوات الست الأخيرة.
وقالت لوكالة فرانس برس "لم يكن أفراد عائلتي يتقبّلون فكرة أن تكون الواحدة مؤثِرة، لكنني تمكنت من إقناعهم"، مع أن لمنصة "تيك توك" سمعة سيئة في باكستان، حيث حُظرت قبل أشهر بتهمة "الفجور"، وفقاً للسلطات.
لكنها أضافت "لن يدعموني بعد الآن، لأن هذا الحدث الصادم يُظهر أن أحداً لم يعد آمناً حتى في منزله".
لكن نسبة من يملكن هواتف ذكيّة من النساء تبلغ 30 في المئة من مجمل الباكستانيات، في حين يصل المعدّل لدى الرجال إلى 58 في المئة، أي الضعف تقريباً، وفقاً لتقرير المساواة الرقميّة لسنة 2025.
ورأت منظمة "ديجيتال رايتس فاونديشن" غير الحكومية للدفاع عن الحقوق الرقمية أن هذه الفجوة، وهي الأكبر في العالم، تعود إلى أن "أفراد عائلات النساء يثنونهنّ -في أغلب الأحيان- عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي" خوفاً من أن تصبح هذه العائلات عُرضة "لأحكام اجتماعية".
"نَقلُ كراهية النساء إلى الإنترنت"
تُلاحظ المتخصصة في دراسات النوع الاجتماعي فرزانة باري أن الباكستانيات أقبلنَ منذ سنوات على العالم الرقمي "سعياً إلى الالتفاف على القيود الكثيرة"، التي يفرضها المجتمع الباكستاني الذي أصبح محافظاً جداً، نتيجة التوجّه المتدين الذي تنتهجه السلطات منذ عقود.
ووصل الأمر إلى حدّ أن بعضهنّ أطلقن مشاريع تجارية رقميّة في بلدهن الذي حلّ في المرتبة الأخيرة في ترتيب المنتدى الاقتصادي العالمي للمساواة بين الجنسين لسنة 2025.
لكنّ عواقب قاتلة ترتّبت في الأشهر الأخيرة عن نشاطاتهن الافتراضيّة.
ففي كانون الأول/يناير، اعترف رجل في كويتا بإقليم بلوشستان، حيث يسود القانون القبلي في الكثير من المناطق الريفية، بتدبير جريمة قتل ابنته البالغة 14 عاماً بسبب مقاطع فيديو نشرتها على "تيك توك" تسيء بنظره إلى شرفه.
وفي تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت الشرطة في كراتشي (جنوبي باكستان) توقيف رجل قتل أربع نساء من عائلته بسبب مقاطع فيديو على "تيك توك" اعتبر أنها "غير لائقة".
وتذكّر هذه الجرائم في كل مرة بـ"جريمة الشرف" التي أدت إلى مقتل قنديل بلوش، رمز المؤثرات الباكستانيات، برصاص شقيقها، عام 2016، من دون "أي وخزة ضمير"، على ما صرّح يومها لوسائل الإعلام.
كذلك تسلّط الضوء تكراراً على "المضايقات والتعليقات البغيضة المتفشّية، بالإضافة إلى مخاطر اختراق حسابات النساء أو تحوير محتواها" لأغراض الابتزاز أو سرقة الهوية، على ما نبّهت "ديجيتال رايتس فاونديشن" التي تشجّع النساء على تقديم شكاوى مثبتة بلقطات شاشة.
ورأى رئيس منظمة الحقوق الرقمية "بولو بهي"، أسامة خلجي، في ذلك "نقلاً لكراهية المجتمع للنساء إلى الإنترنت"، فيما أفاد 80 في المئة من الباكستانيات بأنهنّ تعرّضن لمضايقات في أماكن عامة.
"جميع الباكستانيات خائفات"
تستهدف هذه المضايقات كلّ أنواع المحتويات على الشبكات الاجتماعية، حتى أبسطها. فسناء يوسف مثلاً كانت تروّج لمستحضرات تجميل أو تعرض وجباتها، وهي ترتدي دائماً زياً تقليدياً طويلاً يغطّي الجسم.
وفي منشور عبر إنستغرام، أكّدت كانوال أحمد، التي ترأس مجموعة على فايسبوك، تضمّ 300 ألف امرأة، أن "جميع الباكستانيات خائفات، إذ على +تيك توك+ أو على حساب خاص يضمّ 50 متابعاً، سيظهر الرجال في الرسائل أو التعليقات أو في الشارع".
و"هذا ليس فعلَ +مجنونٍ+ بل هو نتيجة ثقافة بكاملها"، بحسب المرأة التي أنشأت مساحتها المخصّصة للنساء 2013 لكي تفسح المجال لهنّ لتبادل الآراء بحرّية.
وأشارت خلجي إلى أن نساءً كثيرات في باكستان، التي تحتلّ المركز الخامس عالمياً من حيث عدد السكان، ويشكّل الشباب دون الثلاثين 60 في المئة منهم، "لا ينشرن صورهن الشخصية" على حساباتهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل يكتفين فيها "بلقطة لزهرة أو لشيء ما، لكن نادراً ما تكون لوجوههن".
وترتكز هذه الإجراءات الاحتياطية على التجربة، إذ تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أكثر من سبعة آلاف متحرش ومتنمّر إلكتروني أوقفوا في السنوات الأربع الأخيرة، ولكن لم تصدر أحكام إدانة إلا بحقّ 3 في المئة منهم.
لذا، حرص قائد شرطة العاصمة سيد علي ناصر رضوي، عند إعلانه توقيف المشتبه به في قضية قتل سناء يوسف، على القول إنه أراد توجيه "رسالة واضحة" قبل مثول الموقوف أمام المحكمة في 18 حزيران/يونيو الجاري.
وأضاف "إذا أرادت أخواتنا أو بناتنا أن يُصبحن مؤثرات، سواءٌ كمحترفات أو على سبيل الهواية، فيجب تشجيعهن".
0 تعليق