حصري فقط على تواصل نيوز - كيشلوفسكي في بيروت: ستّ ملاحم سينمائية في فضاء إنساني - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حصري فقط على تواصل نيوز - كيشلوفسكي في بيروت: ستّ ملاحم سينمائية في فضاء إنساني - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 07:42 صباحاً

تواصل نيوز - ستّ خرائط شعورية دقيقة لوجود الإنسان شاهدناها مرمّمةً في سينما "متروبوليس". شخصيات كيشلوفسكي تسكن عوالم يمكن فيها لنظرة أو إيماءة أو لحظة فائتة أن تغيّر المصير. وبيروت، بتفاصيلها الغارقة في الرمزية، تفهم هذه اللغة جيداً. أن تشاهد فيها أفلام المخرج البولوني يعني أنّك تنخرط في حوار صامت بين ثقافتين - أوروبا الشرقية وبيروت الكوزموبوليتانيّة -  كلتاهما مشكَّلتان بالحروب وذاكرتاهما ملوّثتان جريحتان.

قلّة هم المخرجون الذين توغّلوا في أسرار القدر والحرية والخيوط الخفية التي تربطنا، كما فعل كيشلوفسكي. سيّد الكثافة النفسية والحكايات الماورائية، أفلامه تأمّل في الوجود. سينماه مرآة للروح، لا رحمة عندها.

 

جولييت بينوش في “أزرق“.

 

في صميم عبقريته، ثلاثية "الألوان الثلاثة" - أزرق، أبيض، وأحمر - التأملات السينمائية في قيم الثورة الفرنسية: الحرية، والمساواة، والأخوة. حكايات إنسانية عميقة، لا بيانات سياسية. "أزرق" يستكشف الحزن والعزلة بلغة بصرية شديدة الكثافة تكاد تلامس التجلّي. "أبيض" ينحرف نحو الكوميديا السوداء، في معالجة لاذعة للذل والانتقام. أما "أحمر"، الختام المضيء للثلاثية، فهو تأمّل سامٍ في الترابط بين البشر وقوة التعاطف كخلاص روحي. مجتمعةً، تشكّل واحدة من أعظم الملاحم السينمائية في تصوير الحالة الإنسانية.

في "حياة فيرونيك المزدوجة"، قدّم كيشلوفسكي تأملاً ساحراً على إيقاع الحدس، والقالبُ فلسفيٌّ. ينبض الفيلم برنينٍ روحي، مغمور بألوان خضراء مذهّبة ونغمات زبيغنييف برايسنر - شريك عبقرية كيشلوفسكي - الموسيقية العنيفة، ويدعونا إلى التفكير في القوى غير المرئية التي تحكم الحياة.

 

مشهد من “فيلم قصير عن الحب“.

مشهد من “فيلم قصير عن الحب“.

 

قبل ذلك، في "ديكالوغ"، رسم كيشلوفسكي عشر حكايات حميمة مستوحاة من الوصايا العشر. اثنتان منها تحوّلتا إلى أفلام طويلة: "فيلم قصير عن القتل"، وهو إدانة حادة للقتل والعقوبة بالإعدام، و"فيلم قصير عن الحب"، قصة تتحوّل تدريجياً إلى تأمّل رقيق في العذاب والشوق. كلاهما لا يساومان، ويكاد كلاهما يكونان مدمّرين نفسياً، وكلاهما يقدّمان لحظات أخلاقية.

سينما كيشلوفسكي ثقيلة؛ عبقريّتها في كبح النفس، وفي صنع لحظات تزامن غامض، وفي التسامي الأنيق، والعواطف التي يصعب احتمالها. ليس فيها إجابات جاهزة، بل الأسئلة المعلّقة. ومشاهدة أفلامه اليوم، في بيروت المطبوعة على وجع البشريّة وهشاشتها، تذكّرنا بأنّ المعنى غالباً ما يسكن في هوامش الحكايات، في لقاء عابر، في قطار فاتنا، في نظرة وجيزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق