تواصل نيوز - في سياق الهجوم الإسرائيلي على إيران، أشارت بعض التقارير إلى أن تل أبيب اعتمدت مع طهران نهجاً قريباً من ذلك الذي اعتمدته مع "حزب الله" و"حماس" والحوثيين، وهو اغتيال القادة العسكريين في المراحل الأولى قبل بدء الحملات العسكرية، وذلك لضرب القدرات الدفاعية والهجومية والتأثير على الشق المعنوي أيضاً.

وفي هذا الإطار، نشرت "نيويورك تايمز" مقالاً تحت عنوان "هجوم إسرائيل على إيران يعكس استراتيجيتها ضد حزب الله"، وأشارت إلى أن على مدار أشهر من العام الماضي، تصاعدت حصيلة الضحايا داخل صفوف الحزب اللبناني، مع تكرار الهجمات الإسرائيلية على المباني السكنية والمخابئ والسيارات، مشبهةً بذلك الساعات الأولى من الهجوم الإسرائيلي على إيران الذي استهدف قادة عسكريين من الصف الأول.

وقبل بدء الحرب الواسعة مع "حزب الله"، قتلت إسرائيل قائد القوات الخاصة النخبوية، وقائد وحدة الطائرات المسيرة، وقائد وحدة الصواريخ، وكذلك رئيس المخابرات وقائد الجبهة الجنوبية، وبحصيلة أكثر من 15 قائداً عسكرياً رفيع المستوى، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

المشهد تكرر في إيران وإن بفترة زمنية محدودة أكثر، وباغتيالها عدداً كبيراً من كبار الضباط الإيرانيين، بدت الهجمات الإسرائيلية على إيران وكأنها تتبع سيناريو الخريف الماضي، حينما قضت إسرائيل على قادة "حزب الله" وقلصت ترسانته العسكرية، حسب الصحيفة الأميركية نفسها.

من جهتها، قالت رندا سليم، الباحثة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "إنها نفس الاستراتيجية التي استخدموها مع حزب الله - القضاء على القيادة العليا، كل شيء مُستهدف، اغتيال كبار مسؤوليهم في منازلهم ضمناً".

ويبدو أن ضربات إسرائيل على البنية التحتية العسكرية الإيرانية قد قللت من عدد الصواريخ التي يمكن لإيران إطلاقها، تماماً كما فعلت هجماتها السابقة على "حزب الله". وقد سبقت كل من العمليتين ضد إيران و"حزب الله" سنوات من العمليات الاستخباراتية المكثفة، بما في ذلك نشر عملاء على الأرض.

لكن لا يبدو أن الاستراتيجية ضد إيران نسخة طبق الأصل من الاستراتيجيات الأخرى في جانب مهم واحد على الأقل، وفق "نيويورك تايمز"، ففي أيلول (سبتمبر) الماضي، استخدمت إسرائيل متفجرات خارقة للتحصينات لاغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله.

في إيران، لا يوجد ما يشير إلى أن إسرائيل سعت لقتل المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، وقد قالت معلومات أنه نُقل هذا الأسبوع إلى مكان سري وآمن حيث يمكنه البقاء على اتصال بالجيش.

وبدا أن المسؤولين الإسرائيليين يشيرون إلى أن خامنئي ليس هدفاً، فقد صرّح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، في مقابلة تلفزيونية يوم الجمعة أن إسرائيل "لا تنوي" ملاحقة القيادة السياسية الإيرانية في الحملة الحالية.