تواصل نيوز - تستعيد أسمهان حضورها مجدداً ببصمة حيّة من دون أن يكون غيّبها موت، فعمرها القصير يستعصي على النهاية، بفضل استثنائية صوتها وغموض رحيلها، إلى جانب مزايا كثيرة، لا تبدأ بالنسب، ولا تنتهي بالجمال.

تقف الفنانة لينا شماميان بشجاعة على مسرح "بيكوك" في العاصمة البريطانية لندن يومي 16 و17 حزيران (يونيو)، في بطولة مسرحية غنائية موسيقية بعنوان "أسمهان"، تهدف إلى تعريف الجمهور العالمي بـ"القصة الخفية" للمغنية الأسطورية.

وتتحدث شماميان في مقابلة لـ"النهار" عن مجموعتها الغنائية المرتقب طرحها قريباً، وتكشف أكثر عن تفاصيل العمل الفني الجديد، مؤكدةً أنه يشبه نمط أعمال مسرح "برودواي"، إضافة إلى كونه مسرحية تجمع بين الرقص والغناء والتمثيل، كأول عمل مسرحي يتحدث عن أسمهان.

ورغم كونها خياراً راجحاً ولعله الأكثر صواباً وقرباً وصدقيةً لأداء دور أسمهان، بسبب سحر صوتها وقدرتها على الجمع بين الغناء الغربي والشرقي، لا تخفي شماميان شعورها بالخوف: "هو موجود دائماً، لأنني هنا لست حرّة نفسي بل أمثّل شخصاً ما، هناك أمانة ومسؤولية. ليس من السهل الغناء والتمثيل على المسرح. هناك خوف نعم، ولكن الحب والإحترام لأسمهان أكبر بكثير".

وتوضح أن الجانب الجديد الذي تعالجه المسرحية من حياة أسمهان، يتضمن "ما كان يدور في كواليس شؤونها، الاتفاقات والخلافات، تجربتها مع الصحافة والمقابلات.. هو عمل يعتمد على الخيال بالدرجة الأولى. ولكن يتحدث عن علاقتها بشقيقها فريد الأطرش والموسيقيين الذين عملوا معها، إضافة إلى شيءٍ من حياتها الخاصة وأزواجها"، مضيفةً: "في المسرحية أيضاً أغنية بعنوان أميرة الجبل من تأليفي وألحاني، تحكي عن حياتها واحلامها وتخبّطاتها ونجاحها".

ولكن كيف تنظر شماميان إلى أسمهان، بعينيّ فنانة معاصرة إلى فنانة راحلة: "بالتعمق أكثر في موسيقاها، اكتشف اشياء اكثر من الرقة والجمالية والإحساس والأداء، ثمة حرفية لا أعتقد انها موجودة اليوم على رغم وجود أصوات جميلة جداً. هي حالة متفردة لا أعتقد أنها ستتكرر في التاريخ. أسمهان رائدة في الغناء وصنعت مدرسة غنائية جديدة. هناك مدرسة الغناء الطربية الأصيلة بالغناء من منطقة الصدر ومن أبرز مطرباتها أم كلثوم، وهناك فيروز التي اعتمدت صوت الرأس من الحنجرة منذ بداية رحلتها مع الأخوين الرحباني. أسمهان كانت حالة جديدة من الغناء الشرقي، إذ طرحت الأغنية الكلاسيكية الشرقية بقالب غربي مع الملحن محمد القصبجي، كانت ثائرة ومجددة ومتمردة على الأنماط المتعارف عليها، في حياتها وفنها ولباسها.

تجارب شخصية وتجديد في "صُحاب"... الألبوم الخامس

تعلن المطربة والمؤلفة الموسيقية السورية موعد طرح مجموعتها الغنائية الخامسة بعنوان "صُحاب" في 26 حزيران (يونيو) الحالي، في حفل إطلاق على مسرح "تياترو أركان" في القاهرة، حيث ستتحدث إلى الجمهور عن قصة الألبوم الذي يحمل تجارب شخصية مرّت بها في السنوات الأخيرة.

تقول شماميان: "يشمل مواضيع مختلفة وهي تجارب شخصية. تعرضت لأزمات صحية في السنوات الأربع الاخيرة، وخلال هذا الوقت الصعب قمت بالتأليف، هذه الأغاني ستُطرح الأن في الألبوم. وتتنوع بمضامينها عن الحب وخيباته، الوطن، الغربة، وهناك اغانٍ فُراتية، وأخرى مصرية، وأيضاً تراثية إلى جانب موّشح. ما حاولت قوله في هذا المشروع إن الموسيقى العريقة وحتى اللغة العربية الفصحى قابلة لأن تُطرح وتُغنّى ما بين جيلين مختلفين، أن تكون مُعاصرة لكن تُغنّى بالطريقة الأصيلة".

لينا شماميان