الفضة في 2025: خيار استثماري جديد في ظلّ التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفضة في 2025: خيار استثماري جديد في ظلّ التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية - تواصل نيوز, اليوم الخميس 12 يونيو 2025 08:48 صباحاً

تواصل نيوز - في منعطف اقتصادي عالمي بالغ الحساسية، تعود الفضة لتتألق من جديد، لا بوصفها مجرد معدن ثمين، بل كأصل استثماري واعد يلفت أنظار الأسواق العالمية. ففي عام 2025، تشهد الفضة تحولاً نوعياً، إذ باتت تُطرح كأحد الخيارات القادرة على "تغيير قواعد اللعبة" في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والاضطرابات الاقتصادية المتلاحقة.

 

ويأتي هذا الصعود الاستثنائي مدفوعاً بمجموعة من العوامل الهيكلية، في مقدمتها الطفرة التكنولوجية في قطاعات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والمركبات الكهربائية، إضافة إلى اضطراب سلاسل الإمداد العالمية، ما أدى إلى فجوة متزايدة بين العرض والطلب.

 

أداء قوي وأسعار غير مسبوقة

 

خلال النصف الأول من عام 2025، قفزت أسعار الفضة إلى مستويات تتجاوز 35 دولاراً للأونصة، مدفوعة بارتفاع قوي في الطلب الصناعي، واستمرار العجز في الإمدادات العالمية.

 

وتتوقع مؤسسات مالية عالمية مثل "جي بي مورغان" و"ساكسو بنك" أن تشهد الفضة مزيداً من الارتفاع، مع ترجيحات بتجاوز حاجز الـ38 إلى 40 دولاراً للأونصة إذا استمرت العوامل الحالية دون تغيير.

 

ألواح شمسية (وكالات)

 

عوامل داعمة للطلب

 

الطلب العالمي على الفضة يزداد بوتيرة غير مسبوقة، لا سيما في القطاعات الصناعية ذات الطبيعة الاستراتيجية، مثل إنتاج الألواح الشمسية، المركبات الكهربائية، الشرائح الإلكترونية وأشباه الموصلات، تقنيات الفضاء والذكاء الاصطناعي.

 

بعكس الذهب، الذي يظل محصوراً في مجالات الزينة والاستثمار، تمنح هذه الاستخدامات الفضة ميزة عملية واقتصادية تجعلها أقرب إلى "معدن المستقبل"، بحسب وصف الخبراء لـ"النهار".

 

الفضة والملاذات الآمنة

 

وعلى الرغم من المكاسب القياسية التي حققتها الفضة في 2025، ما زال الجدل قائماً بشأن قدرتها على منافسة الذهب كأداة للتحوط الآمن.

 

وفي هذا السياق، تقول الدكتورة حنان رمسيس، الخبيرة الاقتصادية، في تصريحات خاصة لـ"النهار": "الفضة تعتبر خياراً ثانياً بعد الذهب في محافظ المستثمرين، وشهدنا هذا العام ارتفاعاً في قيمتها، لكن يجب التنبه إلى أهمية شراء الفضة من مصادر موثوقة، والتأكد من الدمغة والشهادات المرافقة، إذ أن تصريفها ليس سهلاً في الأسواق مثل الذهب."

 

وتضيف "لا تزال الفضة بعيدة عن أن تكون ملاذاً آمناً بنفس قوة الذهب، سواء للأفراد أو الدول، ومع ذلك، قد تلجأ إليها بعض شرائح المستثمرين كبديل موقت في حال قفزت أسعار الذهب بشكل مفرط، حينها فقط، قد تبدأ ثقافة الاستثمار في الفضة بالترسخ تدريجياً في الأسواق العربية."

 

تحديات أمام الفضة

 

ورغم جاذبية الفضة، تواجه بعض التحديات مثل ارتفاع إنتاج الفضة في بعض الدول المنتجة، مما يُبقي الأسعار تحت الضغط، بالإضافة إلى ضعف ثقافة الاستثمار فيها مقارنة بالذهب ومحدودية اعتمادها كاحتياطي استراتيجي لدى البنوك المركزية.

 

الفضة على المدى المتوسط والطويل

 

وفي ظل تسارع التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر، واستخدامات الفضة الحيوية في التقنيات المستقبلية، يرى عدد من الخبراء في تصريحات لـ"النهار" أن الفضة تملك مقومات التحول إلى أصل استثماري رئيسي، لا سيما إذا ظهرت أدوات ومنصات مالية تتيح الاستثمار فيها بسهولة أكبر، سواء عبر البورصات أو المنتجات الرقمية.

 

ويضيف الخبراء:" قد لا تخطف الفضة الأضواء من الذهب في الوقت الراهن، لكنها دون شك تعود بثقة إلى طاولة النقاشات الاستثمارية، وتعلن نفسها من جديد كلاعب قوي في عالم الأصول البديلة". وهذا ما يؤكده أحمد المسيري، الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ"النهار" بشأن تمتع الفضة بعدد من المقومات التي تؤهلها للتحول إلى أصل استثماري رئيسي.

 ويضيف أن هذا التوجه من المتوقع أن يتضاعف لاسيما مع تطور الأدوات والمنصات المالية التي تتيح التداول بها.

 

ويتوقع أن تزيد أهمية الفضة في ضوء دخولها المتسارع في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة، والصناعات التكنولوجية، والمركبات الكهربائية، خاصة وأن هذه الاستخدامات الصناعية عالية النمو تمنح الفضة ميزة فريدة تتجاوز دورها التقليدي كمعدن ثمين، وتضعها في موقع استراتيجي يجعلها جزءاً أساسياً من مشهد الاستثمار المستقبلي، خاصة مع توسع العالم في الاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق