باحث إيطالي يحدّد ما يُعتقد أنه أقدم أعمال كارافاجيو - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
باحث إيطالي يحدّد ما يُعتقد أنه أقدم أعمال كارافاجيو - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 06:04 مساءً

تواصل نيوز - يدّعي خبير إيطالي في فنّ الباروك أنه نجح أخيراً في تحديد النسخة الأصلية المفقودة من أقدم لوحة معروفة لكارافاجيو، وسط نسخ عدّة من "صبي يقشر فاكهة". وإذا صحّت مزاعم جاني بابي، فإنّ تحليلاً بالأشعة السينية كشف عن تعديلات متعدّدة على القماش، تُظهر أنّ الفنان الإيطالي كان قد استخدم اللوحة في الأصل لرسم كلب صغير.

يؤكّد بابي، وهو باحث مرموق في فنون القرن السابع عشر، أنه تمكّن من التحقّق من أصالة نسخة لطالما اعتُبرت مجرّد تقليد. ورغم وجود نسخ عدّة معروفة من اللوحة، فإنّ بابي يرى أنّ هذه النسخة بالتحديد تحمل بصمات كارافاجيو الشاب بوضوح لا لبس فيه. وإذا ما ثبُتت صحة نسبتها، فستكون بمثابة نافذة نادرة على بدايات فنان أعاد تشكيل معالم الفن الأوروبي.

قال بابي لصحيفة "إل باييس" الإسبانية إنّ الطبقة الخفية قد تشكّل الدليل الحاسم على نسبة العمل إلى كارافاجيو، مشيراً إلى هذا الاكتشاف يشكل "عنصراً أساسياً في إثبات النَسب"، وموضحاً بأنّ هذه الطبقات التحتية تُظهر الفنان وهو يجرّب أفكاراً متعدّدة قبل أن يستقرّ على تكوين "صبي يقشر فاكهة"، كما تُظهر اضطراره إلى التوفير في المواد.

 

“صبي يقشر فاكهة“ (1592–1593) لكارافاجيو. (جاني بابي)

 

تُعدّ "صبي يقشر فاكهة" من أقدم أعمال كارافاجيو، ويُعتقد بأنها أُنجزت في عام 1592 أو 1593، بعد وقت قصير من وصوله إلى روما آتياً من ميلانو، شاباً معدماً أنهى تواً سنوات تدريبه. آنذاك، كان يعمل في مشغل الرسام جوزيبي تشيزاري، وينتج لوحات زهرية ومشاهد حياتية بسيطة لكسب رزقه.

على مرّ السنين، ادّعت مؤسسات عديدة امتلاك النسخة الأصلية -من بينها مؤسسة "لونغي" في فلورنسا، والمجموعة الملكية في بريطانيا، ومجموعة "إيشيزوكا" في طوكيو- إلا أنّ أياً منها، بحسب بابي، لا يتمتع بالدقة التقنية أو يكشف عن التعديلات الخفية التي تميّز اللوحة التي خضعت أخيراً للدراسة.

وقد طُرحت هذه اللوحة في مزاد مطلع عام 2024، باعتبارها نسخة "على طراز كارافاجيو"، وبيعت بسعر تقديري متواضع. لكن النتيجة كانت مفاجئة، إذ بلغت قيمتها النهائية 135 ألف يورو، أي أكثر من أربعين ضعفاً لتقديرها الأوليّ. ولا تزال هُوية المشتري مجهولة، إلا أنّ حدسه يبدو صائباً على نحو لافت، خصوصاً بعد دعم بابي العلني.

فهل يكون هذا الاكتشاف المتواضع في دار مزادات أوروبية، هو المفتاح لإعادة اكتشاف أولى روائع كارافاجيو الحقيقية؟ إذا صحّ الأمر، فإنّ اللوحة تغني سجلّ أعماله المبكرة، وتفتح نافذة نادرة على عبقرية فنان شاب أعاد رسم ملامح فن الباروك إلى الأبد.

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق