نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"أبل" والذكاء الاصطناعي: تأخير لا تغطيه التحديثات البرّاقة - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 08:07 صباحاً
تواصل نيوز - عند كل صيف، ينتظر عشاق التكنولوجيا حدث "أبل" السنوي للمطورين كما يُنتظر موسم الحصاد. لكن صيف 2025 لم يكن كغيره. فبدلاً من الإبهار المعتاد، خيّم على مؤتمر "أبل" شعور بالتردّد والقلق. على رغم الكمّ الكبير من الإعلانات البرمجية وتحديثات الواجهات، كان الغائب الأكبر هو ما انتظره الجميع: قفزة حقيقية في عالم الذكاء الاصطناعي.
"أبل" فتحت الباب للمطورين لاستخدام نماذجها الخاصة بالذكاء الاصطناعي، والتي تعمل محلياً على أجهزتها من دون الحاجة الى الإنترنت. تقنياً، خطوة متقدمة من حيث الخصوصية والأداء، لكنها لا ترقى إلى ما يقدمه المنافسون حالياً. فشركات مثل "مايكروسوفت" و"غوغل" و"أوبن إيه آي" باتت تطلق نماذج توليدية متقدمة بوتيرة أسبوعية تقريباً، بينما تكتفي "أبل" بإدخال تحسينات صغيرة كتنظيم الصور وتلخيص النصوص.
الحدث الأبرز لم يكن ما تم الإعلان عنه، بل ما لم يُعلن. الترقب كان كبيراً لإعادة تقديم "سيري" Siri كمساعد ذكي جديد مدعوم بالذكاء الاصطناعي، لكن بدلاً من ذلك، تم تمرير تحديث "سيري" بجملة عابرة، على نحو خجول، مما عزز الإحساس بأن المشروع لا يزال بعيداً من الجاهزية. والنتيجة؟ هبوط مفاجئ في سعر سهم "أبل"، خسرت معه السوق نحو 75 مليار دولار من القيمة السوقية في دقائق، بعد دقائق قليلة من بدء المؤتمر.
أبل تكشف عن تصميم الزجاج السائل خلال مؤتمر WWDC 2025
الأزمة لا تكمن فقط في بطء التطوير، بل في اتساع الفجوة بين "أبل" ومنافسيها. فالشركة التي لطالما قادت الابتكار تجد نفسها اليوم تلاحق موجة الذكاء الاصطناعي المتسارعة، في وقت تُبنى فيه تحالفات جديدة ونماذج أكثر تطوراً. وفي مؤشر على تغير ملامح المشهد الرقمي، يعمل مصمم "أبل" الأسبق جوني آيف، الذي غادر الشركة في 2019، على مشاريع مدعومة بالذكاء الاصطناعي بالتعاون مع جهات مثل "أوبن إيه آي" ما يعكس انتقال بعض رموز الابتكار إلى فضاءات تنافسية جديدة خارج مظلة "أبل".
وفي خضم ذلك كله، جاءت التحديثات الشكلية لأنظمة التشغيل — كتصميم "الزجاج السائل" الجديد — لتجمّل السطح من دون أن تمس العمق. كانت محاولة أنيقة لإخفاء واقع أكثر تعقيداً: البنية التحتية اللازمة لثورة الذكاء الاصطناعي لم تكتمل بعد في مختبرات "أبل".
في النهاية، لم يعد التريث خياراً مجدياً. في سباق الذكاء الاصطناعي، الصمت لم يعد ذهباً، بل عبء ثقيل. والرهان الحقيقي الآن ليس على متى ستلتحق "أبل" بالركب فحسب، بل على ما إذا كانت قادرة على استعادة موقع القيادة قبل أن يفوت الأوان.
0 تعليق