«دول الشمال الأوروبي» مرساة استقرار جيوسياسية للقارة العجوز - تواصل نيوز

جديد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«دول الشمال الأوروبي» مرساة استقرار جيوسياسية للقارة العجوز - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 03:09 صباحاً

تواصل نيوز - مع تقلب المشهد السياسي الأوروبي بشكل حاد في ظل تصاعد الشعبوية، تكتسب مجموعة من ثماني دول صغيرة تقع شمال القارة العجوز، وزناً متزايداً كمرساة استقرار جيوسياسية. وتُعرف هذه المجموعة (التي تضم الدنمارك وفنلندا وآيسلندا والنرويج والسويد، ودول البلطيق الثلاث إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) باسم «دول الشمال الأوروبي».

ورغم أنها تُعدّ دولاً صغيرة نسبياً من حيث عدد السكان والناتج المحلي، وقد لا يكون لها أي نفوذ يُذكر في الأمن والسياسة الدوليين، إلا أن تكتلها أتاح لها أن تُشكّل قوة ضغط فاعلة على القرار الأوروبي والغربي، لاسيما في ما يتعلق بالملف الأوكراني وأمن أوروبا الشرقية، حيث ازداد نفوذ تلك الدول منذ الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022، مقدمة نموذجاً فريداً يدمج بين الديمقراطية والتكامل الدفاعي والمرونة المجتمعية.

وتأسس هذا التكتل عام 1992، بعد انتهاء الحرب الباردة، بهدف تعزيز التعاون بين دول الشمال الأوروبي الغنية والمستقرة وجيرانها في منطقة البلطيق التي كانت خاضعة للنفوذ السوفييتي لعقود.

واتخذ هذا التعاون طابعاً مؤسسياً عبر اجتماعات دورية لرؤساء الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين، ما أسهم في بناء قاعدة تنسيق سياسي وأمني وثقافي راسخة.

توترات جيوسياسية

وتصاعد نفوذ «دول الشمال الأوروبي الثماني» مع تزايد التوترات الجيوسياسية بين القوى العظمى، خصوصاً في مناطق بحر البلطيق، وشمال الأطلسي، والقطب الشمالي.

وفي معرض شرحها لسبب تراجع مكانة الدنمارك كواحدة من الدول «المقتصدة» المعارضة لزيادة إنفاق الاتحاد الأوروبي، قالت رئيسة الوزراء الدنماركية الرئيسة الحالية لمجموعة الدول الاسكندنافية الثماني، ميته فريدريكسن، إن «العالم يتغيّر بسرعة، لكن الأهم هو إعادة تسليح أوروبا بهدف التوصل إلى حالة من إمكانية الدفاع عن نفسها».

ومن المقرر أن تتولى الدنمارك أيضاً الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي اعتباراً من يوليو المقبل، ما يمنح منطقة الشمال الأوروبي حضوراً أكبر.

دعم كييف

وبينما يكتسب السياسيون الشعبويون القوميون أرضية في أوروبا الوسطى وأماكن أخرى، وسط تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا، تظل «دول الشمال الأوروبي وبحر البلطيق» معقلاً لدعم كييف، وللجهود الدفاعية الأوروبية، وحلف شمال الأطلسي «الناتو»، حتى مع تشديد سياساتها بشأن الهجرة تحت ضغط من الشعبويين.

وكانت مجموعة «دول شمال أوروبا الثماني» شاركت، منذ البداية، في «تحالف الراغبين» الفرنسي - البريطاني، الذي تشكل لدعم أوكرانيا عسكرياً وسياسياً، عندما علّق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المساعدات لكييف في محاولة لإجبار نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على إبرام اتفاق سلام بشروط روسية والتي اعتبرها زيلينسكي غير عادلة ومرفوضة بالنسبة له ولحكومته.

وكما تقول فريدريكسن، فإن تلك «الدول الثماني» ترى أن استقلال أوكرانيا وهزيمة موسكو يصب في مصلحتها الحيوية، نظراً إلى قربها الجغرافي من روسيا.

«الدفاع الشامل»

ويعتمد كلٌ من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بشكل كبير على دليل «الدفاع الشامل» الذي تتبناه فنلندا والسويد لإشراك القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني في الاستعداد العسكري والدفاع عن البلاد، والتأهب المدني، والمرونة الاقتصادية في مواجهة تكتيكات الحرب الهجينة الروسية والصينية.

وعلى سبيل المثال، فإن فنلندا التي يبلغ تعداد سكانها 5.6 ملايين نسمة، يبلغ تعداد جيشها في وقت السلم نحو 24 ألف جندي، لكنها قادرة على حشد جيش يزيد تعداده على 180 ألف جندي بسرعة، إضافة إلى أنها تمتلك عدداً من الجنود الاحتياطيين يبلغ تعدادهم 870 ألف جندي مدرب بفضل نظام التجنيد وخدمة الاحتياط النظامية.

ويكون قادة الشركات والأعمال ضباط احتياط في الأغلب، ويخضعون لتدريبات أمنية بانتظام، ولديهم التزامات قانونية بالحفاظ على المخزونات، ومشاركة الخدمات اللوجستية، وتوفير طاقة إنتاجية احتياطية لأوقات الأزمات.

وبعد أن خاضت فنلندا حربين مع الاتحاد السوفييتي وحده في أربعينات القرن الماضي، باتت تحتفظ الآن بسلسلة من الملاجئ المجهزة جيداً لتكون كافية لاستيعاب جميع سكانها عند الضرورة.

نصائح

وأرسلت السويد، في العام الماضي، نسخة محدثة من دليل «الدفاع الشامل» إلى خمسة ملايين أسرة، يقدم نصائح للمواطنين حول كيفية التصرف «في حالة الأزمات والحرب»، بما في ذلك تخزين المواد الغذائية غير القابلة للتلف، إضافة إلى امتلاك جهاز «راديو» ومصباح يدوي يعملان بالبطارية، إلى جانب مجموعة من أدوات الإسعافات الأولية، وغيرها من الضروريات التي يمكن اللجوء إليها في وقت الحرب.

وأوصت المفوضية الأوروبية أخيراً جميع الدول الأعضاء باتخاذ إجراءات مماثلة لإعداد سكانها لحالات الطوارئ المحتملة.

ويعقد أعضاء مجموعة «الدول الثماني» اجتماعاتهم بانتظام قبل اجتماعات «الناتو» والاتحاد الأوروبي - مع أن النرويج وآيسلندا ليستا عضوين في الاتحاد الأوروبي - حيث ينسقون دبلوماسيتهم حول العالم.

أنظمة مستقرة

وتتمتع «دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق»، بأنظمة ديمقراطية مستقرة ومتقاربة الفكر والقيم، مع إجماع واسع على دعم الدفاع والردع ضد روسيا، ما سيجعل تلك الدول شركاء موثوقين للمستشار الألماني، فريدريش ميرتس، في وقت تواجه فيه بولندا حالة من عدم الاستقرار السياسي، بينما تفتقر فرنسا إلى الأغلبية البرلمانية وتعاني ديوناً متراكمة، وإيطاليا مترددة في تكثيف جهودها الدفاعية.

وربطت «الدول الثماني» جيوشها بالمملكة المتحدة وهولندا من خلال القوة الاستكشافية المشتركة، مع الحفاظ على قوات عالية الجاهزية ومدربة على الاستجابة السريعة للأزمات.

وتعمل هذه الدول مع «الناتو» لحماية «الكابلات» وخطوط الأنابيب الحيوية تحت الماء من أعمال التخريب التي يمكن أن تتعرض لها من قبل أي دولة، يمكن أن تُعدّ غير صديقة.

وذهب عدد من «دول الشمال الأوروبي»، إلى أبعد من ذلك من أجل الاندماج الدفاعي، فعلى سبيل المثال، قامت القوات الجوية لأربع دول بتشكيل فصيل جوي ضمن «الناتو»، يركز على تطبيق مفهوم القوة الجوية الشمالية الذي يُمكّن القوات الدنماركية والفنلندية والنرويجية والسويدية من العمل قوةً واحدةً في عمليات جوية مشتركة واسعة النطاق وعالية الجاهزية.

من جهتها، تبني دول البلطيق خطاً دفاعياً مشتركاً على حدودها الشرقية، على غرار دفاعات أوكرانيا الأمامية، كما تناقش «مفهوماً إستونياً» لما يُسمى بـ«جدار البلطيق للطائرات المُسيّرة»، باستخدام الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار لمراقبة الحدود والحماية من الطائرات المُسيّرة. عن «الغارديان»


تأثير محدود

حتى لو تجاوزت مجموعة «دول الشمال الأوروبي الثماني» حدودها، فستكون ذات تأثير محدود، فالاقتصادات الصغيرة المفتوحة تعتمد على التجارة الحرة وبيئة عالمية مستقرة للازدهار داخل الاتحاد الأوروبي، وكانت هذه المجموعة كافحت، دون جدوى، لمنع المفوضية الأوروبية من تخفيف قواعدها المتعلقة بخفض المساعدات الحكومية للسماح بمزيد من الدعم الفرنسي والألماني للصناعة.

وعلى نطاق أوسع، فإن عالماً تتشكل فيه الرسوم الجمركية، والتقاعس عن العمل المناخي، والابتعاد عن الليبرالية، ومجالات نفوذ القوى الكبرى، يمثّل آفاقاً غير واضحة لدول الشمال الأوروبي ودول البلطيق.

• رغم أن «دول الشمال الأوروبي» صغيرة من حيث عدد السكان والناتج المحلي، إلا أنها تُشكّل قوة ضغط فاعلة على القرار الأوروبي في ما يتعلق بالملف الأوكراني.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : «دول الشمال الأوروبي» مرساة استقرار جيوسياسية للقارة العجوز - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 03:09 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق