تواصل نيوز - أكد المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، وقوع اشتباك مسلح خلال الليل بين قوات الحركة ومقاتلين تابعين لتنظيم "داعش – ولاية خراسان" في شمال شرق العاصمة كابول، إلا أنه أصر على أن التنظيم لا يتمتع بوجود "منظم أو فاعل" داخل أفغانستان.

وأوضح مجاهد  أن الاشتباك وقع في محيط المجمع السكني "مرجان" ومنطقة تُعرف محلياً باسم "مدينة المخدرات" ضمن الدائرة الأمنية الخامسة عشرة في كابول، دون تقديم تفاصيل إضافية.

في المقابل، أفادت مصادر محلية بأنّ المواجهة استمرت لساعات، ما يعكس حدة الاشتباك، في واحدة من العمليات القليلة المؤكدة علناً ضد تنظيم "داعش – خراسان" خلال الأشهر الأخيرة.

وكان تقرير حديث للأمم المتحدة قد أشار إلى تراجع في وتيرة الهجمات الكبرى التي يشنها التنظيم منذ أواخر كانون الثاني/يناير الماضي، بعد فترة شهدت تصاعداً في أعمال العنف.

ومع ذلك، أثارت ملابسات العملية تساؤلات جديدة، خاصة بعد تصريح من سارة آدامز، وهي ضابطة سابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، زعمت فيه أن الغارة لم تكن تستهدف "داعش"، بل منشأة تابعة لجهاز استخبارات طالبان.

وكتبت آدامز على منصات التواصل الاجتماعي أنّ الموقع المستهدف يقع ضمن نطاق وحدة "ذو الفقار" التابعة لاستخبارات طالبان، وأضافت: "نعرف هذا الموقع جيداً، لقد كان تحت التحقيق أثناء عملنا الميداني بعد هجوم مطار كابول. طالبان لا تزال تتلقى تمويلاً لمكافحة الإرهاب من الولايات المتحدة عبر الدوحة".

من جانبها، تواصل طالبان التأكيد أنها نجحت في تفكيك خلايا "داعش – خراسان" داخل البلاد، متهمةً بعض الحكومات والمنظمات الدولية بتهويل حجم الخطر الذي يمثله التنظيم.

ويرى محللون أمنيون أنّ إصرار طالبان على التقليل من خطر "داعش" من جهة، والترويج لانتصاراتها ضده من جهة أخرى، يندرج ضمن مساعيها لتقديم نفسها كشريك موثوق في مكافحة الإرهاب، في إطار تحركاتها الدبلوماسية المستمرة.

لكن اشتباك يوم الاثنين يعيد تسليط الضوء على قدرة طالبان في السيطرة على التهديدات المتطرفة داخل أراضيها.

وفي هذا السياق، قال أحمد خان أندار، وهو محلل عسكري مقيم في كابول: "رغم مزاعم طالبان، فإن تنظيم "داعش – خراسان" لم يُقضَ عليه. هذه العمليات المتفرقة – بغض النظر عن كيفية تقديمها – دليل إلى أن الخطر لا يزال قائماً".