مالك عبيدات – قال الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، إن الهجوم الإسرائيلي على إيران يعكس تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعهده بعدم خوض حروب خلال ولايته، مشيرًا إلى أن ما يجري اليوم يُظهر استخدام الحرب كوسيلة للضغط على إيران من أجل العودة إلى المفاوضات وتقديم تنازلات، وهو ما لن يحدث برأيه. وأضاف أن هذا الهجوم يعكس فشل الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران.

وأوضح أبو نوار، في تصريح لـ"الأردن 24"، أن إسرائيل استخدمت الأجواء العراقية لتنفيذ الضربات، لافتًا إلى أن تلك الهجمات لن تؤثر على البرنامج النووي الإيراني بشكل حاسم، إذ تركزت على تقليص القدرات الدفاعية الإيرانية، من خلال استهداف مصانع الصواريخ وبعض مواقع التخصيب والدفاعات الجوية. وأكد أن إسرائيل لا تملك القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، لأن ذلك يتطلب آلاف الطلعات الجوية المتواصلة، مشددًا على أن الخيار العسكري غير مطروح واقعيًا بالنسبة لإسرائيل في هذا السياق.

وبيّن أبو نوار أن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني، ورئيس الأركان، وعدد من العلماء النوويين، يشكل ضربة موجعة لطهران، ويعكس مدى قوة الاستخبارات الإسرائيلية. لكنه أشار إلى أن إيران تعاملت مع الأمر بسرعة من خلال تعيين قيادات بديلة، ما ساهم في الحد من الفوضى المحتملة.

وأكد أن إيران تمتلك آلاف الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة، التي تستطيع الوصول إلى أهداف استراتيجية داخل إسرائيل، معتبراً أن هذه القدرات تمثل عنصر الردع الاستراتيجي الأساسي لدى إيران.

ورأى أبو نوار أن دول المنطقة لن تسمح للولايات المتحدة بشن حرب ضد إيران، كما أنها لا تستطيع خوض هذه الحرب دون دعم إقليمي. ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى للبقاء في الحكم، حتى لو كان ذلك على حساب استقرار المنطقة، التي ستدفع الثمن باهظًا نتيجة هذا التصعيد الإسرائيلي.

وأضاف أن الضربة الإسرائيلية ستزيد من تصميم إيران على امتلاك السلاح النووي، انطلاقًا من قناعة أن الأسلحة التقليدية لا توفر رادعًا كافيًا في مواجهة الدول النووية.

وأشار إلى أن إيران ترى في تجربة كوريا الشمالية نموذجًا ناجحًا، حيث أجبر امتلاكها للسلاح النووي المجتمع الدولي على التعامل معها باحترام.

ودعا أبو نوار إلى العودة للاتفاق النووي الشامل (JCPOA) الذي تم توقيعه عام 2015، مؤكدًا أنه يخدم المصالح الأمريكية ومصالح شركائها في المنطقة، خصوصًا في ظل فشل العقوبات الاقتصادية في الضغط على إيران أو دفعها لتقديم تنازلات.

وفيما يتعلق بدور الأردن، قال أبو نوار إن الهجوم الإسرائيلي يضر بالمفاوضات الجارية حاليًا في عمّان، وإن إيران لن تعود إلى طاولة المفاوضات في ظل هذا التصعيد. وأكد أن موقف الأردن كان واضحًا، حيث أدان الهجوم، ورفض السماح لأي طرف باستخدام أجوائه، كما قام بإسقاط بعض المسيّرات. وختم بالتأكيد على ضرورة التزام المواطنين بما يصدر عن الجهات الرسمية واتباع التعليمات الصادرة بهذا الخصوص.