مالك عبيدات - قال الخبير الاقتصادي الدكتور حسام عايش إن ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين انعكس بشكل كبير على الأسواق خلال عيد الأضحى المبارك، مشيرًا إلى أن المناسبات باتت تتحول إلى أزمات مالية لدى الأسر الأردنية نتيجة الإنفاق المفاجئ وغير المخطط له.

وأضاف عايش في تصريح لـ الاردن24 أن البيانات الصادرة عن البنك المركزي الأردني أظهرت تراجع معدل الادخار من 39.5% في عام 2017 إلى 4.35% في عام 2022، مما يعكس حجم الضغوط المعيشية المتزايدة التي تعاني منها الأسر.

وأوضح أن اتساع المشهد الاستهلاكي، وظهور نفقات جديدة مثل الإنترنت، والاتصالات، والنقل، إلى جانب ارتفاع الضرائب على المشتقات النفطية، وأسعار الإيجارات، والسلع الأساسية، ساهم في تآكل الدخل الحقيقي للأفراد، رغم زيادته من حيث القيمة النقدية، مبيّنا أن دخل الأفراد قد زاد اسميًا، لكنه انخفض فعليًا من حيث القوة الشرائية.

وأشار إلى أن المناسبات تشكل قفزات مفاجئة في الإنفاق، وتتحول إلى أزمات مالية بسبب غياب ثقافة الادخار المسبق، مؤكدًا أن كثيرًا من الأسر تلجأ إلى الاقتراض، أو تأجيل دفع الفواتير، أو حتى بيع أصول شخصية لتغطية النفقات المرتبطة بالمناسبة.

وقال عايش إن الأسر غالبًا ما تخرج من أزمة لتدخل في أخرى دون خطة مالية واضحة، في ظل غياب أفكار جديدة للتعامل مع هذه المناسبات. وأضاف أن ارتفاع الأسعار والتضخم يزيدان من الضغوط على ميزانيات الأسر، مما يدفع بعضها إلى تقليل الإنفاق على احتياجات أساسية أو اللجوء إلى بدائل أقل جودة، معتبرًا أن هذا النمط من "الإنفاق السلبي" يضر بجودة الحياة والاستقرار الاجتماعي.

وشدد على ضرورة أن تعتمد الأسر على برامج مالية واضحة، تشمل تحديد الأولويات، ومراجعة النفقات، ووضع أهداف واقعية مثل توفير نسبة صغيرة من الدخل شهريًا. وأكد أن تحقيق نجاح بسيط في التخطيط المالي قد يكون محفزًا لتحقيق نجاحات أكبر، حيث يساهم التخطيط في تقليل الهدر ويمنح الأسرة سيطرة أفضل على إنفاقها.

ونوّه إلى أن الثقافة المجتمعية والعادات تلعب دورًا سلبيًا في سلوك الإنفاق، خصوصًا في المناسبات، إذ يدفع التفاخر والضغط الاجتماعي العديد من الأسر إلى إنفاق يفوق قدراتها، مشيرًا إلى أن غياب النماذج الإيجابية من الشخصيات العامة يساهم في ترسيخ هذه الأنماط السلبية.

ودعا عايش إلى إنشاء سياسة اقتصادية مخصصة للمواسم، مثل الأعياد وبداية العام الدراسي، تتضمن تخفيض الضرائب على السلع الأساسية، أو تقديم دعم نقدي جزئي للأسر، مؤكدا أن مثل هذه المبادرات تساهم في تقليل الضغوط المعيشية، وتمكن الأسر من تلبية متطلبات المناسبات بكرامة دون اللجوء إلى حلول مالية قاسية.