خاص – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن المعطيات الميدانية بدأت تُحدث تغييرًا في المزاج الأميركي، وتدفع الاحتلال الإسرائيلي نحو ضرورة وقف الحرب التي استنفدت نفسها، بحسب تعبير الرئيس الأميركي  دونالد ترامب خلال اتصاله الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأضاف أبو زيد في تصريح لـ"الأردن 24" أن الحملة الإعلامية الضخمة التي رافقت انطلاق ما عُرف بـ"عملية عربات جدعون" كانت أكبر بكثير من العملية نفسها، حيث لم يُسجَّل على أرض الواقع أي تحرك بري فعلي بحجم ما تم الترويج له، ما يشير إلى أزمة في القوى البشرية لدى الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى تردد الجنرالات في مواصلة المسار العسكري نتيجة الإنهاك الشديد. وأكد أن ذلك ألقى بظلاله على حسابات اليمين المتطرف داخل حكومة نتنياهو، الذي يُعد المسؤول الوحيد المُصِرّ على استمرار القتال.

وأشار أبو زيد إلى أن المقاومة ما تزال تُلحق خسائر متواصلة بقوات الاحتلال، في وقت لم يتبق للأخير سوى خيار الضربات الجوية، التي لم تُحقق إلا الدمار والقتل دون أي إنجاز سياسي أو عسكري يُذكر، ولم تدفع الغزيين إلى رفع الراية البيضاء، رغم مرور أكثر من 612 يومًا على بدء الحرب.

وأوضح أن هذا الواقع أدى إلى سقوط معادلة رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زمير "صفر خسائر"، ومعها معادلة "النصر المطلق" التي يروج لها نتنياهو، ليبقى الخيار التفاوضي هو المخرج الوحيد من الانسداد في الأفق العسكري.

وفي ما يتعلق بالمسار السياسي

كشف أبو زيد أن المقترح الذي تقدم به المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لاقى موافقة مبدئية من حركة حماس قبل نهاية الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن موافقة الحركة جاءت مقترنة بملاحظات أبرزها الحصول على ضمانات لوقف نهائي للحرب. ولفت إلى أن الرد الأميركي الأول كان أن هذه المطالب "غير مقبولة"، وهو ما قابله رفض إسرائيلي أيضًا.

وبيّن أن المقترح الجديد المطروح حاليًا يتضمن:

إطلاق سراح 8 أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم الأول من الاتفاق.

إطلاق سراح أسيرين إضافيين في اليوم الستين (الأخير).

استمرار المفاوضات لإنهاء الحرب خلال فترة وقف إطلاق النار، بضمانات شخصية من ترامب وويتكوف لتثبيت الاتفاق.

واختتم أبو زيد بالقول: "في حال وافق الجانب الإسرائيلي على هذا العرض، فإن المقاومة تكون بذلك قد نجحت في فرض شرط وقف إطلاق النار بضمانات أميركية، وهو إنجاز سياسي يعادل صمودها العسكري الميداني".