تواصل نيوز - تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة زبيدة ثروت، واحدة من أشهر نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية، والتي لُقبت بـ"أجمل عيون في السينما العربية"، وُلدت زبيدة في 14 يونيو عام 1940 بمدينة الإسكندرية، وعُرفت بجمالها الهادئ وصوتها الخفيض ونبرتها الرومانسية التي طبعت شخصيتها في أذهان الجماهير، حتى أصبحت رمزًا للحب والرقة على الشاشة وخارجها.

بدايات زبيدة ثروت

بدأت زبيدة مشوارها الفني بعد فوزها في مسابقة "ملكة جمال الصحافة" عام 1955، لتلفت أنظار المخرجين وتشارك في أولى أفلامها إلى جانب عبد الحليم حافظ في فيلم "دليلة"، ولكن انطلاقتها الحقيقية جاءت لاحقًا بعد سلسلة من الأدوار الرومانسية الناجحة التي رسختها كوجه أنثوي ناعم ومحبوب، أبرزها أفلام "يوم من عمري"، "في بيتنا رجل"، و"الحب الضائع".

رغم رقة ملامحها وهدوئها الفني، فإن زبيدة كانت تحمل في حياتها الخاصة قصصًا لا تقل إثارة ودهشة عن السينما، وأبرزها قصتها العاطفية التي تحدثت عنها في أكثر من مناسبة، والتي جمعتها بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ويرصدها موقع تحيا مصر في هذا التقرير.

قصة حب زبيدة ثروت وعبد الحليم حافظ

 في لقاءات متفرقة، كشفت زبيدة أنها أحبت عبد الحليم خلال تصوير فيلم "يوم من عمري"، وأنه بادلها نفس المشاعر، وكان يغني لها خصيصًا، ويرسل لها الورود ويعاملها بكل رقي وحنان، أكدت أن عبد الحليم طلب الزواج منها رسميًا، لكنه قوبل برفض قاطع من والدها الذي لم يكن يثق في حياة الفنانين، ورفض أن يُزوّج ابنته من "مغنواتي"، على حد قولها.

قالت زبيدة في أحد حواراتها الأخيرة: "عبد الحليم كان حب حياتي، ولو رجع بيا الزمن كنت اتجوزته من غير تفكير"، وأضافت أنها لم تحب أحدًا بعده بنفس الطريقة، وأن العلاقة بينهما ظلت قائمة على الاحترام والمودة حتى بعد زواجها من غيره، الغريب والمؤثر في الأمر أنها أوصت قبل وفاتها أن تُدفن إلى جوار عبد الحليم حافظ، مؤكدة أنه هو من طلب أن توضع صورتهما معًا داخل قبره.

حب بيليه لـ زبيدة ثروت

ولم تكن قصة عبد الحليم حافظ هي القصة العاطفية الوحيدة الغريبة في حياة زبيدة ثروت، إذ روت بنفسها موقفًا طريفًا جمعها بأسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه، وذلك خلال تواجدها في الكويت في إحدى المناسبات الفنية. قالت زبيدة إنها فوجئت أثناء إقامتها في الفندق بأن بيليه بدأ يرسل لها الورود يوميًا، وأنه كان يحاول التواصل معها رغم أنه لا يعرف العربية ولا الإنجليزية، في حين لم تكن هي على دراية بشخصيته أو مكانته في عالم الكرة. 

وروت بابتسامة أنها لم تكن تهتم بكرة القدم أصلًا ولم تكن تعرف من هو، لكنها لاحظت مدى إصراره على التودد إليها، لدرجة أنه صرح بأنه يريد الزواج منها، وعلّقت على الأمر بقولها: “ولا أنا كنت فاهماه، ولا هو كان فاهمني، بس كان بيحبني حب، وقلب الدنيا وقتها”.

وفاة زبيدة ثروت

مع مرور السنوات، انسحبت زبيدة من الساحة الفنية في هدوء، لتعيش بعيدًا عن الأضواء في أواخر حياتها. رحلت عن عالمنا في ديسمبر 2016 بعد صراع مع المرض، لكنها تركت خلفها إرثًا فنيًا وإنسانيًا باقٍ، وصورة لا تزال محفورة في ذاكرة السينما العربية كرمز للجمال الكلاسيكي والحب الذي لم يكتمل.