تواصل نيوز - قبل أيام قليلة، قدّم اتحاد كرة القدم الدولي (فيفا) بالتعاون مع كلية ميامي ديد عرضًا ترويجيًا فريدًا لطلابها، للحصول على تذكرة مباراة الافتتاح بين إنتر ميامي والأهلي المصري بسعر 20 دولارًا فقط، ومعها 4 تذاكر إضافية مجانية. 

وهكذا، تمكّن الطلاب من مشاهدة النجم العالمي ليونيل ميسي مقابل 4 دولارات للمقعد الواحد.

وجاء في العرض: «تقدّم 4 تذاكر مجانية إلى جانب كل تذكرة مباراة إنتر ميامي والأهلي المصري الخاصة بافتتاح البطولة والتي تكلف 20 دولارًا، ويُطلب من المستجيبين إرسال بريدهم الإلكتروني الخاص بكلية ميامي ديد عند استخدام التذكرة عند الشراء». بهذه البساطة، أصبح بإمكان المجتمع المحلي مشاهدة الأسطورة ميسي بأقل تكلفة. 

انخفاض كبير في أسعار التذاكر

ولم يكن العرض للطلاب وحده، إذ قام فيفا بخفض أسعار تذاكر المباراة بعد أن أظهرت المبيعات تراجعًا، إذ انخفضت من 230 دولارًا في يناير و349 دولارًا بعد القرعة في ديسمبر، إلى حوالي 55 دولارًا بحسب موقع "تيكت ماستر". الهدف كان جذب جمهور أوسع عبر سياسة الأسعار الديناميكية قبل انطلاقة البطولة. 

تاريخ الأهلي المصري في المونديال

يعتبر الأهلي المصري أحد أعرق الأندية الإفريقية، بخبرة واسعة في البطولات الدولية، مثل القارة الإفريقية في مونديال الأندية مرات عديدة، آخرها عام 2023، وحقق المركز الثالث مرات عديدة، منها 2006، 2020، 2021 و2023  .

تأهله لم يأتي صدفة، فهو فاز بدوري أبطال أفريقيا لعامي 2022–23 و2023–24، ما أكسبه مكانًا في البطولة الحالية بتشكيل فرق مونديال الأندية بتوسعه إلى 32 فريقًا. 

تأتي هذه المشاركة وسط تحديات كبيرة بالنسبة للقارة الإفريقية، في مواجهة عمالقة أوروبا وأمريكا اللاتينية، لكن جماهير الأهلي تظل طامحة بقيادة فريقها لمزيد من الإنجازات.

ميسي وإنتر ميامي.. نجم جذب اهتمامًا عالمياً

يلعب ليونيل ميسي حاليًا مع إنتر ميامي في الدوري الأمريكي (MLS)، بعدما نقل الخبرة والنجومية إلى الولايات المتحدة، بينما انضمامه أعاد الاهتمام بنادي لم يكن يملك السطوة الإعلامية سابقًا. ويمثل ظهوره الأول في البطولة أمام الأهلي فرصة نادرة للجماهير، لكن المفارقة تكمن في أن تذاكر الدخول تكلفته باتت زهيدة - أقل من أسعار المشروبات في الملعب – ما يعكس تحديات تسويق الحدث. 

أسباب السلطات لخفض الأسعار

ينطلق مونديال الأندية النسخة الموسّعة – ب32 فريقا – في الولايات المتحدة من 14 يونيو إلى 13 يوليو، ومصمم ليكون حدثًا بارزًا في التقويم العالمي. لكن حتى الآن، أظهرت الانطلاقة الأولية ضعفًا في الإقبال، خاصة على مباراة الافتتاح، مقارنة بمباريات فرق مثل ريال مدريد. 

أسباب تراجع الإقبال:

تكلفة مادية عالية: رغم تخفيض الأسعار، لا تزال تكلفة الحضور خارج قدرة جمهور واسع، خاصة العائلات. بطولة جديدة: نسخة 2025 تقليدية نسبيًا بالنسبة للجمهور، دون تراث مونديالي عريق مثل كأس العالم للأندية السابقة. جدولة مزدحمة: الجماهير معتادة على أندية أوروبا في يقظة أكبر، بينما إشراك فرق مثل يوفنتوس أو السيتي لم يؤدِ بعد تأثيرًا كافيًا. 

الفرق المشاركة  وهواجس الحضور

إضافة للأهلي وإنتر ميامي، تضم المجموعة الأولى أيضًا بالميراس وبورتو. وآمال مكونات البطولة معلقة على حضور الجماهير ووصل البطولة بصورة إيجابية للعالم، خاصة بعد خفض أسعار التذاكر وإتاحتها عبر DAZN للبث المجاني في الولايات المتحدة. 

التركيز الإعلامي

مباراة ريال مدريد ضد الهلال شهدت مبيعات أفضل، رغم أسعار أغلى، ما يؤكد أن عوامل مثل الشعبية تلعب دورًا أكبر من التسويق المحلي. 

البيع المتراجع لمسابقات ضمّت إنتر ميامي والأهلي يشير إلى أن الحضور المحلي ما زال في طور التكوين.

فيفا يستهدف الحضور الجماهيري وليس الإيرادات فقط

خفض أسعار التذاكر لم يكن قرارًا عشوائيًا؛ إنه جزء من استراتيجية فيفا لبناء جاذبية جماهيرية لما آلت إليه البطولة - الحدث الذي يستمر لشهور ويصل إلى تسعة ملايين دولار من الجوائز. 

وتسعى فيفا إلى تكوين جمهور أمريكي ومشجعين محليين لهذا الحدث، ربما كخطوة نحو التمهيد لكأس العالم 2026. وهو الأمر الذي يأخذ طابعًا أكبر لدى نجوم مثل ميسي وجماهير الأهلي.