نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صيادة بلا بحر.. قصة "مادلين" التي تحولت إلى رمز للمقاومة السلمية - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 11:20 صباحاً
تواصل نيوز - مادلين.. من أوائل الصيادات في غزة، تحوّلت قصتها إلى رمز عالمي بعد أن أطلق ائتلاف "أسطول الحرية" اسمها” على سفينته الـ36 التي حاولت كسر الحصار.
وفق تقرير لـ"بي بي سي" تنحدر مادلين من عائلة صيادين في حي الصّيادين بغزة، بدأت رحلتها مع البحر في سن السابعة برفقة والدها الذي علمها أسرار المهنة.
تقول مادلين : في الثالثة عشرة، مرض أبي فأصبحت عائلتنا الوحيدة للصيد،ورغم أن القانون الدولي يضمن حق الصيد حتى 20 ميلاً بحرياً ، إلا أن القوات الإسرائيلية كانت تفرض مسافة 3 أميال فقط، وتطلق النار على أي مركب يتجاوزها.
وفق تقرير "هيومن رايتس ووتش" (2022)، تعرّض الصيادون الغزيون لـ1,200 حادثة اعتداء إسرائيلي بين 2000-2022. .
تضيف مادلين: "كنا نخسر شباكنا التي تكلف 3,000 دولار بسبب التيارات أو المصادرة، وفي أفضل الأحوال نصطاد 10 كغم يومياً بالكاد تكفي لقوتنا".
رحلة النزوح.. الحرب التي محت الذكريات
من بيتها في غزة إلى مستشفى الشفاء، ثم خان يونس، فرفح، وأخيراً دير البلح .. تسرد مادلين مسار نزوح عائلتها خلال 8 أشهر من الحرب : "فقدنا مركبنا الوحيد، شباكنا، حتى أدوات المطبخ"
تقارير الأمم المتحدة تشير إلى تدمير 75% من مراكب الصيد في غزة منذ أكتوبر 2023.
أطفال بلا طفولة
بين دموعها تصف معاناة أطفالها الأربعة: " ابنتي ساندي (6 سنوات) تطلب كبسة بالدجاج، لكننا نأكل الأرز بالماء فقط".
وفقاً لليونيسف، 90% من أطفال غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
سفينة الأمل التي لم تصل
في فبراير 2024، اتصل بها ناشطون من "أسطول الحرية" -وهو تحالف دولي لكسر الحصار- لإعلامها بأن سفينتهم الجديدة ستحمل اسمها.
توضح مادلين: "قالوا إنني مثال للنساء العاملات والصمود"، لكن السفينة التي حملت 100 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية، تم اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية على بعد 50 ميلاً من غزة.
رسالة إلى العالم
"نحن لسنا أرقاماً.. نحن بشر نريد العيش بكرامة".. بهذه الكلمات خاطبت مادلين المجتمع الدولي، مطالبة بوقف الحرب ورفع الحصار الذي دام 17 عاماً.
البحر الذي لم يعد يعرفهم
تسترجع مادلين ذكريات ما قبل الحرب: " كنا نشتري علبة سردين بـ5 شواكل (1.5 دولار) لنصنع منها عشاءً كاملاً".
اليوم، سعر علبة السردين الواحدة وصل إلى 30 شيكلاً (8 دولارات) وفقاً لتقارير برنامج الأغذية العالمي.
وتقول مادلين هي تمسك بيد ابنتها الصغرى وسيلة (سنة ونصف): "أخاف أن يكبر أطفالي دون أن يعرفوا طعم الحرية أو البحر الذي كان مصدر رزقنا".
صيادة بلا بحر
في آخر اتصال مع "بي بي سي"، قالت مادلين قبل أن ينقطع الإنترنت: "إذا انتهت الحرب غداً، سأعود للبحر حتى لو اضطررت لصنع مركب من الخشب المكسّر". كلمات تختصر روح المقاومة السلمية لشعب يرفض الاختفاء من خريطة العالم.
==
0 تعليق