صورة تقاوم، وفنّ ينحاز للإنسان-القناص الاخباري - تواصل نيوز

رياضة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صورة تقاوم، وفنّ ينحاز للإنسان-القناص الاخباري - تواصل نيوز, اليوم السبت 7 يونيو 2025 02:48 مساءً

تواصل نيوز - نعرض لكم زوار موقع القناص الاخباري أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صورة تقاوم، وفنّ ينحاز للإنسان 2025-06-07 17:37:00

بدعوة من جاليري أرك دي نويسيس في العاصمة الإيطالية روما وبحضور كوكبة من الشخصيات العامة والمفكرين والفنانين وبتنسيق القيم الفني روسانا بلاسيدي، أفتتح الفنان وسيم إمام معرضه الفردي بعنوان “سيمفونية ديك البرابر”، في هذا المعرض يُبدع الفنان وسيم إمام أوبرا سريالية عن المقاومة النسائية وإعادة الابتكار، كاشفًا عن سلسلة مدهشة من الصور الفوتوغرافية المفاهيمية مُعدّة بدقة تسبر أغوار تجربة المرأة المعاصرة بين القهر والتحرر، بين السخرية والوعي في توليفة بصرية حادة وسريالية.

 

حيث يلطخ أحمر الشفاه الوجه كالجروح، ويتدلى الأطفال كأعباء، وتتفتح زهور عباد الشمس من تحت الإبط كصلوات غريبة، في حين أن أسم المعرض “ديك البرابر” هي استعارة لأسطورةٌ ذكوريةٌ تُرمّز إلى التقاليد والتميز والمفاهيم المغلوطة لتقليل من شأن الأنثى والسيطرة عليها. في هذه السيمفونية البصرية يستكشف تقاطع الأنوثة مع التوقعات الاجتماعية والعبث السريالي عالمًا انهار فيه المنطق تحت وطأة الضغوط الاجتماعية والعاطفية والسياسية.

 

تقول روسانا بلاسيدي القيم الفني، إن المعرض هو مزيجٌ آسرٌ من السريالية المسرحية والبورتريه المعاصر. إمام لا يصور الأشخاص بل يُعيد بناءهم داخل مشاهد متخيلة لكنها مشبعة بالحقيقة. منذ اللحظة الأولى لمشاهدتي لأعمال وسيم إمام، أدركت أنني أمام فنان لا يلتقط صورًا فحسب، بل يخلق عوالم ويستخدم لغة بصرية تثير التراكيب بها توترًا من خلال مواجهة المتلقي بالكثير من الأسئلة والتناقض ما بين العبءٌ والجمال، الصمتٌ والصراخ، الهشاشةٌ والقوة، الأداء مع الشلل، الألم والاحتفال.

وتري بلاسيدي أن الأعمال المعروضة بها مسحة قوية لما بعد الإنسانية وما بعد النسوية، حيث أن النساء لسن مجرد أشياء، بل رمزيات مشحونة وأوعية للنقد والمقاومة وسرد قصص سريالية. تُضفي الإضاءة المتحكم بها والتأطير المتعمد والأزياء على الشخصيات طابعًا رمزيًا كل ذلك لجعل العبث مُقنعًا. وتؤكد أن العمل مع الفنان وسيم إمام يعيد تجربة فريدة. إنه فنان ذو وعي حاد، ورؤية فلسفية تُترجم إلى صور تفكك وتعيد تركيب الواقع الاجتماعي والنفسي للمرأة في مجتمعاتنا. إنه لا يطرح حلولًا، بل يسائل، ويثير، ويواجه، وهو ما يجعل من هذا المعرض حدثًا ثقافيًا تتجاوز أصداؤه حدود الفوتوغرافيا.

 

ويقول الفنان نيو دي بولو، إن الصور المعروضة تتنوع بين النقد الرمزي للعلاقات، الأمومة، الهوية، والاغتراب النفسي، مرورًا بمشاهد مشحونة من الإيحاءات الاجتماعية والثقافية، وتلفت إن إمام أستخدم تدرجات ألوان مفرطة في الواقعية لإعادة تصور السرد الأنثوي بعيدًا عن النظرة الذكورية بحيث تبدو كل صورة في المعرض وكأنها إطار من مسرحية عبثية غير مكتوبة تحمل معاني بصرية ونفسية مكثفة ومع ذلك مألوفة بشكلٍ لاذع. وتوضح إن النساء في المعرض تظهر وهن يتعرضن لمواقف صعبة ومع ذلك، فإنهن ينهضن، ويتطورن، ويتألقن في عوالمهن الرمزية الخاصة، إنهن أمهات، وعاشقات، ومحاربات، وبناة أساطير جديدة.

 

ويضيف نيو دي بولو إن أسلوب إمام يذكرها بأسطح رينيه ماغريت النظيفة والغامضة ونقد سيندي شيرمان المسرحي للهوية، مع أصداء حيوية لاشابيل المصطنعة واحتضان ديان أربوس للغرابة.

 

يتحدث الفنان وسيم إمام عن معرضه قائلًا، تفاعل الجمهور كان مذهلًا وشعرت أن الصورة عندما تصدق وتواجه، فإنها تفتح بابًا للحوار مع جمهور متعطش للصدق والتعبير العميق. وعلاقتي بالجمهور ليست علاقة من البرج العاجي، بل تفاعلية وأحيانًا الجمهور يقرأ العمل بشكل لم يخطر في بالي، وهذا رائع خصوصاُ إن الصورة الجيدة لا تعني المعنى الثابت، بل المساحة المفتوحة للقراءة والانفعال وهذا جوهر الصورة المعاصرة أن تلامسك قبل أن تشرح نفسها.

 

وأشار إمام إلى التحديات التي واجهته، قائلًا، إن التصوير المفاهيمي بهذا الشكل يتطلب وقتًا وجهدًا جماعيًا وفكريًا ونفسيًا، من اختيار الرموز، وتصميم المشهد، والتفاعل مع الموديل، كلها عناصر معقدة. واجهت تحديات إنتاجية، وأخرى تتعلق بحدود التلقي في المجتمع، لكن كل ذلك يزول عندما أرى صورة واحدة تُحدث تأثيرًا.

 

ويرى إمام أن الصورة اليوم هي سلاح فكري وثقافي. في عالم مزدحم بالصور التجارية والمزيفة، نحاول كفنانين أن نعيد الاعتبار للصورة كأداة فكر، مقاومة، وتحرر. الصورة المفاهيمية تُعيد صياغة الواقع وتفتح جروحًا نحتاج لرؤيتها كي نبدأ في مداواتها. وفي هذا الصدد أوكد احتياجنا لمنصات تحتضن الفوتوغرافيا كفن مستقل. وعلينا أن نؤسس لثقافة بصرية تؤمن أن الصورة تفكر، تقترح، وتغيّر. ومعارض كهذا ليست إلا البداية.

 

ويختم إمام حديثه قائلًا: “سيمفونية ديك البرابر” هي دعوة للإنصات إلى أصوات النساء، خارج القوالب ومشهدًا حسيًا للأنوثة – كما عاشتها، وورثتها، وأُعيد تخيلها. إنه تمردٌ فوتوغرافيٌّ على السلبية، وهجاءٌ للأدوار المفروضة، وفوق كل شيء، احتفالٌ بالصمود في وجه العبث.

 

يعد معرض سيمفونية ديك البرابر للفنان وسيم إمام ليس عرضًا فنيًا فقط، بل بيانًا بصريًا بجرأة، وبصيرة فنية تدفع الفن الفوتوغرافي إلى فضاءات جديدة. في زمن ترتفع فيه الضوضاء البصرية، تأتي صور وسيم إمام كأصوات ناصعة في معركة الوعي.

 

وسيم إمام، فنان تشكيلي، من مواليد القاهرة عام 1981. وهو عضو جمعية المصورين المصرية (EPS) وعضو اتحاد المصورين العرب (UAP). وهو يدعم حملة تاء مربوطة، وهي أكبر حملة لتمكين المرأة المصرية. شارك في معارض محلية ودولية وحصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : صورة تقاوم، وفنّ ينحاز للإنسان-القناص الاخباري - تواصل نيوز, اليوم السبت 7 يونيو 2025 02:48 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق