تواصل نيوز - في عام 1821، كتب الطبيب الفرنسي رينيه لينيك الذي اخترع السماعة الطبية "أعتبرُ إناء البصق جزءاً أساسياً من جهاز غرفة النوم". وفي السابق كان فحص البلغم أداة رئيسية متقدمة في التشخيص، قبل الأشعة السينية وفحوصات الدم.

اليوم، توجد للبلغم أهمية لكن قليلة في الفحص، لكن يبقى السؤال عند السعال، هل الأفضل بصق البلغم أو من الأفضل ابتلاعه؟

في ورقة بحثية لنيال جونستون من جامعة نيو ساوث ويلز وفيبي وليامز من جامعة سيدني، قدم الباحثان جوانب مختلفة تساعد على الإجابة.

ووفق "ذا كونفيرسيشن"، المكونات الرئيسية للبلغم هي المخاط، وهي بروتينات كبيرة مغلفة بالسكر، تحجز الفيروسات والبكتيريا ومسببات الحساسية والغبار. كما ينظم هذا المخاط الالتهاب، واستجابة الجسم المناعية للبكتيريا والفيروسات.

ويرتبط البلغم بأمراض البرد الفيروسية في الشتاء، لكنه قد يظهر أيضاً مع حالات طبية كالربو والحساسية، والتهاب الجيوب الأنفية، أو الالتهابات البكتيرية، أو التدخين، أو التعرض لتلوث الهواء.

مبررات البصق

يقول الباحثان: "يشعر بعض الناس بتحسن عند بصق البلغم، خاصةً إذا كان لزجاً، أو يُهيّج الحلق.

كما يُتيح البصق رؤية ما يحدث، وما إذا كان يحتوي على دم، فتنبغي مراجعة الطبيب.

وبنصح الأطباء "إذا بصقت، فافعل ذلك في منديل ورقي وألقِه في سلة المهملات. اغسل يديك بعد ذلك. هذا يُقلل من خطر انتشار العدوى للآخرين عبر الرذاذ التنفسي أو الأسطح الملوثة".

ماذا عن البلع؟

بصق البلغم ليس دائماً حلاً عملياً أو مهذباً. وفي معظم حالات العدوى الفيروسية، لا يُساعد على التحسن أسرع من البلع. الهدف هو إزالة البلغم من الرئتين، وهو ما يحدث بالطريقتين.

كما أن البصق غير مُناسب للأطفال الصغار، الذين لم يطوروا بعد التنسيق اللازم للقيام بذلك بفاعلية. عادةً ما يبتلعون بلغمهم.

الرئة والمعدة

قد لا يبدو الأمر جذاباً، لكن بلع البلغم عملية طبيعية وغير ضارة. في الواقع، غالباً ما نبتلع البلغم دون أن ندرك ذلك.

تنتج الرئتان حوالي 50 مليلتراً من البلغم يومياً. ويمر دون أن نلاحظه لأنه رقيق، يمتزج باللعاب، ونبتلعه باستمرار. لا ندركه إلا عندما يزداد كثافة، كما هو الحال أثناء العدوى الفيروسية.

بعد بلع البلغم، ينتقل إلى المعدة، حيث تقوم الأحماض والإنزيمات بتفتيته، مع أي جراثيم يحملها.

فائدة البلع

ولا يُعيد بلع البلغم "تدوير" الجراثيم، ولن يؤدي إلى انتشار العدوى في مكان آخر.

في الواقع، يمكن أن يُساعد بلع الفيروسات في بناء المناعة. وبعض التطعيمات المهمة، مثل لقاح شلل الأطفال الفموي، تعمل من خلال هذه الآلية ذاتها.

الخلاصة، سواء بصقتَ البلغم أم ابتلعته، فكلاهما آمن. وقد يُساعد البصق بعض الأشخاص على الشعور بتحسن، خاصةً إذا كان سعالهم مصحوباً ببلغم كثيف يُسبب لهم ضيقاً.