التحول في الصراع: الهيمنة الاستراتيجية بين إيران وإسرائيل تتجاوز الأعداد

أكد اللواء محمد عبدالمنعم، الرئيس الأسبق لجهاز الاستطلاع، أن الصراع بين إيران وإسرائيل قد شهد تحولًا نوعيًا ملحوظًا في استراتيجيات الهجوم والدفاع. لم يعد حجم الضربات هو المعيار الأساسي، بل أصبحت الاحترافية والدقة في اختيار الأهداف الأهم.

وفي حديثه خلال برنامج “الحياة اليوم” على قناة “الحياة”، أوضح عبدالمنعم أن عدد الطلعات الجوية الإسرائيلية قد انخفض بشكل كبير، من أكثر من 200 طائرة تستهدف نحو 100 موقع، إلى 30 طائرة تنفذ مهام دقيقة بتركيز عال. من ناحية أخرى، خفّضت إيران كثافة إطلاق صواريخها من 200 صاروخ يوميًا إلى 20 أو 30 فقط، لكنها باتت تستهدف مواقع استراتيجية تتعلق بالبنية التحتية الإسرائيلية، مثل المطارات ومحطات الوقود والمعسكرات والمقرات الأمنية.

ووصف عبدالمنعم هذه التغيرات بأنها تمثل “اقتصادًا مدروسًا في القوة”، حيث يسعى كل طرف لتحقيق أقصى تأثير بأقل تكلفة ممكنة، وهو ما يدل على تطور في تكتيك المواجهة وانتقال في مفاهيم الردع.

وأشار إلى أن الطرفين يديران الصراع بشكل عقلاني عسكريًا، بحيث لا تستهدف العمليات الإيذاء الفوري فقط، بل تهدف أيضًا إلى إرباك المنظومة الاستراتيجية للعدو وتعطيل قدرته على التعافي السريع. وأكد أن ما نشهده الآن هو صراع يتم فيه استخدام أدوات دقيقة تقيس “الألم المتبادل” وتتحكم فيه بشكل مدروس، مما يفتح المجال لمزيد من التصعيد المحسوب.