أدعية النبي: كلمات الحكمة والتوجيه

فيما يتعلق بالدعاء الذي أوصى به الرسول، أورد العباس رضي الله عنه أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله: “يا رسول الله، علمني شيئًا أدعو به”. فأجابه النبي: «سَلِ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ». وعندما عاد إليه مرة أخرى، قال له: «يَا عَبَّاسُ، سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ». [أخرجه أحمد].

دعاء نصح به الرسول

كما سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن دعاء كان يردده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجابت: “كان يقول: «اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمِن شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ». [صحيح مسلم].

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أشار إلى أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الأكثر تكراراً كان: “اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار” (البخاري: 6389).

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة يدعو: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ أَنتَ الْمَلِكُ، لا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ، أَنتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ. ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ، لا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ. تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ». وعندما يركع يقول: «اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي». وعندما يرفع يقول: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا، لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ»، وعندما يسجد، يقول: «اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» [أخرجه مسلم في “صحيحه”].

دعاء النبي في الصلاة

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يكرر دعاءً في الصلاة، فعن عروة رضي الله عنه نقل عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في الصلاة ويقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ». وعندما سأله أحدهم عن تكرار استعاذته من المغرم، قال: “إن الرجل إذا غرِمَ حدَّث فكذب، ووعد فأخلف”. [متفق عليه].

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء بتلك الكلمات، قائلًا: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا» [أخرجه مسلم].

كما استمر النبي صلى الله عليه وسلم في الاستعاذة بالله من المأثم والمغرم، موضحًا أن كل من المأثم والمغرم يندرج تحت ميزان الصرف على وزن “مفعَل”، مثل “مكتب” و”مضرب”، وجميعها أدوات وآلات.