قطر وإيران: توافق على إنهاء الصراع مع إسرائيل

ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مصدر موثوق أن رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، تمكن من الحصول على موافقة رسمية من طهران بشأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وجاء هذا الإنجاز نتيجة مكالمة هاتفية مع مسؤولين إيرانيين، بعد سلسلة من الحوارات التي نظمتها الولايات المتحدة برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفقًا لما أفاد به المصدر.

وأشار المصدر إلى أن المكالمة جاءت بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، حيث تدخل ترامب ليبلغ أمير قطر بأن إسرائيل وافقت على الهدنة، وطلب منه القيام بدور فعال في إقناع إيران بالالتزام بها. وبالتالي، كان لقطر دور محوري في تأمين موافقة طهران على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار.

وتندرج هذه الخطوة في إطار اتفاق شامل أعلن عنه ترامب عبر حسابه على “تروث سوشيال”، والذي يتضمن وقفًا تامًا لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، يبدأ بشكل تدريجي خلال 6 ساعات من الإعلان، حيث تبدأ إيران أولًا بالهدنة، ثم تنضم إليها إسرائيل بعد 12 ساعة، ليتم الإعلان عن انتهاء الحرب رسميًا بعد 24 ساعة.

ووافق ترامب على الاتفاق بعبارات مثل: “بارك الله في إسرائيل وإيران والشرق الأوسط”، واصفًا الخطوة بأنها “أنقذت المنطقة من حرب مدمرة كانت قد تستمر لسنوات.”

وقد أبدى محللون إعجابهم بالدور الفريد الذي قامت به قطر، معتبرين أنها نجحت في بناء جسر دبلوماسي بين واشنطن وطهران، مما حقق فائدة لجميع الأطراف المعنية.

وتعتبر هذه الخطوة هي الأولى من نوعها التي يتدخل فيها الوسيط القطري بشكل مباشر وفعّال لإنهاء أزمة مسلحة بين إيران وإسرائيل، بعد أن كانت علاقات طهران مع أربع دول خليجية (من ضمنها قطر) وثيقة وكانت تُستخدم كقنوات خلفية للتفاوض الدولي.

ومع ذلك، لا تزال الأسئلة حول مصداقية التزام إيران وإسرائيل بالاتفاق قائمة، خصوصًا مع عدم صدور بيانات رسمية من حكومتي الدولتين تؤكد الجداول الزمنية الخاصة بالهدنة. ولم تؤكد طهران أو تل أبيب بعد الترتيبات التي أعلنها ترامب.

ومن المتوقع أن تتضمن خطة وقف إطلاق النار خطوات مرتبطة بمراقبة محايدة، ربما تشمل مراقبين دوليين أو نظام اتصالات مشترك يتابع التزام كلا الطرفين. ويعتمد هذا الترتيب الدقيق على انخراط دولي ودبلوماسي واسع يسعى لتحقيق تهدئة حقيقية ومنع أي تصعيد قد يقود إلى حرب شاملة في المنطقة.

من منظور قطر، يمثل هذا التطور انتصارًا دبلوماسيًا يعزز من دور الدوحة كقوة ناعمة تمارس تأثيرًا كبيرًا في استقرار التوازن الإقليمي. ويعزز هذا الدور نهج قطر الوسيط في النزاعات الإقليمية، والذي يعود لأكثر من عامين، كما يعزز مكانتها في الساحات الدولية كدولة داعمة للأمن والاستقرار وتعزيز ثقافة الحوار والوساطة.

تعكس هذه القصة إعادة تعريف دور الوسيط القطري في إدارة الأزمات بين الجبهات العربية والإقليمية الكبرى، مما يقلل من فرص انفلات الأوضاع ويعطي قطر منصة سياسية جديدة تحملها مسؤولية هامة في تحقيق مصالحها والسلام في الشرق الأوسط.