أساليب احتفال الأمة الإسلامية ببدء العام الهجري 1447

في الأول من محرم من كل عام هجري، تحتفل الأمة العربية والإسلامية بـ رأس السنة الهجرية. في هذا اليوم، يتذكر المسلمون هجرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من مكة هربًا من ظلم قريش إلى المدينة المنورة، حيث استقبلته بالسعادة والترحيب بدايةً لتاريخ المسلمين وتقويمهم الخاص.

يُعتبر الأول من محرم بمثابة بداية العام الهجري، حيث هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم مع صديقه أبو بكر الصديق من مكة إلى المدينة، ليُشكل بداية مرحلة جديدة للإسلام. لذا، يُعد هذا اليوم مناسبة اجتماعية يتذكرها جميع المسلمين.

يذكر الدكتور رمضان عبد المعز، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستقبل السنة الهجرية الجديدة بالدعاء: “اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق إلى ما تحب وترضى”.

كما أضاف عبد المعز أن الرسول كان متفائلًا ويحث أصحابه على التفاؤل في بداية كل شهر، وليس في شهر محرم فقط، حيث قال: “تفائلوا بالخير تجدوه”. وكان يقول: “الحمد لله الذي ذهب بشهر ذي الحجة وأتى بشهر المحرم”.

وأشار إلى أهمية أن يستقبل كل مسلم السنة الهجرية بأحب الأعمال إلى الله، حيث سُئل النبي عن أفضل الأعمال فقال: “الصوم أحب الأعمال إلى الله فلا عدل له”.

كما ذكر أن شهر المحرم من الأشهر الحرم ويُستحب فيه الصيام، كما قال النبي في حديث أبي هريرة: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد المفروضة قيام الليل”.

وحث الداعية الإسلامي المسلمين على صيام أيام الاثنين والخميس ويوم عاشوراء (10 محرم)، حيث يُكفر صيام هذا اليوم ذنوب السنة، ويُستحب صيام يوم تاسوعاء قبله.

وأكد على ضرورة استقبال العام الهجري الجديد بجدول أعمال يحترم الوقت ويستثمره في الخير، ويشجع على تغيير الثقافة إلى ثقافة التعايش والتسامح مع الآخرين، مستلهمًا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في وضع الأسس لبناء الدولة الجديدة في المدينة، مما يُعزز السلم والتعاون بين جميع السكان، سواء من يهود أو مسلمين أو غيرهم.

وأضاف: “ليس لدينا وقت لنضيعه، فالوقت ثمين، حيث أن تقدير الوقت واحترامه هو مفتاح تقدم الأمم وازدهارها”. وقد أقسم الله به في العديد من سور القرآن، مثل الفجر والليل والضحى والعصر، مما يُظهر عظمته وأهميته.

كما يتعين على الآباء رواية قصة هجرة الرسول وصحبه للأطفال، لتعريفهم بمعنى هذا اليوم وأهميته، مما يساعدهم على تقدير تاريخهم الإسلامي وتعزيز حبهم لرسولهم الذي ضحى من أجلهم.