أكدت دار الإفتاء المصرية أن تهنئة المسلمين بقدوم العام الهجري الجديد تُعتبر أمرًا مستحبًا شرعًا ولا يمكن وصفها بالبدعة. وأوضحت أن التهاني لا تقتصر فقط على الأعياد الشرعية، بل تكون مشروعة أيضًا عند تجدد النعم وزوال النقم، كما هو الحال مع بداية العام الجديد الذي يُعتبر نعمة بحد ذاته.
وردًا على سؤال يتعلق بحُكم التهنئة بالعام الهجري، أشارت الدار إلى أن وصف بعض الأشخاص لهذه التهنئة بأنها بدعة ليس دقيقًا، لأن التهاني تعكس مظاهر الفرحة المشروعة. كما أن بداية العام تكرر سنويًا، وتُعتبر “عيدًا” بالمعنى اللغوي، حيث يُطلق على كل ما يتكرر بأنه عيد، وهو ما أكده الإمام الأزهري في كتابه “تهذيب اللغة”، إذ تطرق إلى أن مفهوم العيد مشتق من العَوْد أو العادة، لارتباطه بالفرح والحزن.
كما أكدت الفتوى أن مجموعة من علماء الفقه قد أشاروا إلى مشروعية التهنئة بالأعوام والشهور، منهم الإمام زكريا الأنصاري الذي نقل عن الحافظ المنذري جواز التهنئة دون اعتباره سنة أو بدعة. كذلك، أشار ابن حجر الهيتمي إلى استحبابها، واعتبرها القليوبي من الأمور المندوبة.
وخلصت دار الإفتاء إلى أن التهنئة بالعام الهجري تُعتبر سلوكًا محمودًا يحمل دلالات إحياء ذكرى الهجرة النبوية وما تحمله من قيم روحية وتاريخية عظيمة، بالإضافة إلى كونها مناسبة تتجدد فيها أعمار الناس ونعَم الله عليهم، مما يستوجب الشكر والتهنئة.
تعليقات