الفروق بين “إن شاء الله” و”بإذن الله” مع خالد الجندي: متى نستخدم كل منهما؟

قدّم الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، شرحًا وافيًا يوضح الفرق بين عبارة “إن شاء الله” و”بإذن الله”، مشيرًا إلى أن لكل منهما استخداماته الخاصة وفقًا لطبيعة الفعل المعني.

وأفاد الشيخ خالد في تصريحات له عبر التلفاز أن عبارة “إن شاء الله” تستخدم عندما يكون الشخص قادرًا على القيام بالفعل بنفسه وينوي فعله، بينما تُستخدم “بإذن الله” في الحالات التي تكون فيها النتيجة بيد الله فقط ولا يتحكم فيها الإنسان.

وأعطى الشيخ خالد مثالا على ذلك بقوله: “إذا كنت سأذهب بنفسي إلى المطار لاستقبال والدي، سأقول: سأذهب إن شاء الله، لأنني سأقوم بالمهمة بنفسي. أما إذا كان والدي قادمًا من الخارج، سأقول: سيأتي بإذن الله، لأنه خارج عن إرادتي.”

وأشار إلى أن الاستخدام الخاطئ الشائع هو قول “إن شاء الله” في أحداث لا يستطيع الإنسان التحكم فيها، كقوله: “غدًا الخميس إن شاء الله”، موضحًا أن العبارة الأدق هي “غدًا الخميس بإذن الله” لأن ترتيب الأيام ليس شيئًا يحدده الإنسان.

وأكد الشيخ خالد الجندي أن كلتا العبارتين تتعلقان بالمستقبل، لكن الفرق الرئيسي يكمن في المتسبب في الحدث، مشددًا على ضرورة مراعاة هذا الاختلاف في “أدب الاستثناء بالله”، بما يتماشى مع قوله تعالى: (إلا أن يشاء الله)، وهو مبدأ يعكس انقياد الإنسان لإرادة الله في جميع خططه المستقبلية.

الشيخ خالد الجندي: النبي أظهر حب الوطن في لحظات الهجرة بكلمات خالدة

قال الشيخ خالد الجندي أن حب الوطن يعد شعورًا فطريًا متأصلًا في النفس، وقد عبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن هذا الحب بأقواله وأفعاله، خاصة في اللحظات المؤلمة كالهجرة.

وأضاف الجندي، “عندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء، ذهب إلى ورقة بن نوفل بصحبة السيدة خديجة، واخبره بما حدث، فأجابه ورقة: ليتني أكون حيًا حين يخرجك قومك، فرد النبي بدهشة: أومُخرجي هم؟، مما يعكس حزنه وألمه لفكرة الطرد من وطنه، رغم أنه لم يفعل شيئًا سوى الخير.”

الشيخ خالد الجندي: حب الوطن من الإيمان

وأوضح الشيخ خالد الجندي أن الهجرة لم تكن سهلة على قلب النبي، حيث قال: “في ليلة الهجرة، وقف النبي صلى الله عليه وسلم على أطراف مكة، يرسل نظرة وداع أخيرة إلى بلده الأم، وعيناه تدمعان، مخاطبًا إياها بكلمات خالدة: (والله إنك لخير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أن أُخرجت منك ما خرجت.)”

وأشار الشيخ الجندي إلى أن الإمام الذهبي رحمه الله أفرد فصلًا في مؤلفاته لذكر محبوبات النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها: “وكان يحب عائشة، ويحب أباها، ويحب أسامة، كما كان يحب سبطيه الحسن والحسين، وكان يحب الحلوى والعسل، ويحب جبل أحد… وكان يحب وطنه.”

وأكد الشيخ خالد الجندي أن هذا الحب العميق للوطن يجب أن يتجذر في قلوبنا وأفعالنا، فحب الوطن من الإيمان، وهو جزء من السنة النبوية في أبهى صورها.