الشوكة العظمية: فهم الأسباب والأعراض وطرق العلاج بفعالية
الشوكة العظمية في كعب القدم يمكن أن تسبب ألمًا شديدًا يتفاقم مع مرور الوقت. قد يظن المريض أن هذا الألم ناتج عن وجود “شوكة” أو جسم غريب في الكعب، لكنه في الحقيقة حالة طبية تستدعي العلاج لتفادي المضاعفات قدر الإمكان.
وفقًا لموقع “إكسبريس”، نستعرض في هذا التقرير أسباب ظهور الشوكة العظمية، والمضاعفات المحتملة، وطرق العلاج الطبية المناسبة.
أسباب الإصابة بالشوكة العظمية
تُعزى الشوكة العظمية إلى التهاب الغشاء المبطن للقدم والذي يمتد من الكعب إلى الأصابع. يحدث الالتهاب في منطقة التقاء الغشاء بعظم القدم بسبب ترسب الكالسيوم، مما يؤدي إلى تشكيل الشوكة العظمية.
أما الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الالتهاب، فقد تعود أحيانًا إلى الوقوف لفترات طويلة، خاصة للأشخاص الذين يمارسون أعمالًا تتطلب ذلك، مثل ربات البيوت.
كما تزداد نسبة الإصابة بالشوكة العظمية لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن. يمكن أن يحدث الالتهاب أيضًا بسبب المشي لفترات طويلة دون ارتداء حذاء، أو استعمال أحذية غير مريحة كالأحذية ذات الكعب العالي أو الأحذية ذات الكعب الصلب.
أعراض مصاحبة
تزداد حدة الالتهاب إذا كان المريض يعاني من النقرس في ذات الوقت. حتى في حالة الإصابة بالشوكة العظمية فقط، يشعر المريض بألم في باطن الكعب، كأن هناك مسمارًا فيه، حيث تتفاقم حدة الألم عند الاستيقاظ من النوم، ثم تهدأ أعراضه في منتصف اليوم، لتزداد مجددًا خلال الليل.
ترجع أسباب ذلك إلى تراكم المواد الالتهابية في الكعب خلال النوم، مما يزيد من الألم عند الاستيقاظ، ولكن الحركة تساعد على تدفق المواد الالتهابية مع الدورة الدموية، مما يقلل من حدة الألم، لكنه سرعان ما يتزايد مرة أخرى ليلاً. من المهم أن نعلم أن الشوكة العظمية لا تُكتشف إلا من خلال الأشعة.
هل تحدث مضاعفات؟
يمكن أن تحدث مضاعفات جراء الشوكة العظمية إذا زاد الالتهاب إلى حد يؤدي إلى تمزق الغشاء المبطن للقدم، مما قد يتسبب في تسطح القدم (فلات فوت)، ويعاني المريض في هذه الحالة من ألم مستمر. ومع ذلك، تعتبر هذه المضاعفات نادرة.
العلاج للتخلص من الشوكة العظمية
تتوفر عدة طرق علاجية للشوكة العظمية، ويتم العلاج تدريجيًا بحسب استجابة الحالة:
1. تبدأ المرحلة الأولى بالعلاج بتناول أدوية مضادة للالتهاب، سواء عن طريق الفم أو موضعية، وممارسة تمارين إطالة للغشاء المبطن للقدم والوتر الأخيلي، وارتداء أحذية طبية مريحة.
2. إذا لم يستجب المريض للخيارات السابقة، يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية والتي تشمل العلاج الطبيعي، ويتضمن ذلك القيام بتمارين وجلسات مع استخدام موجات فوق صوتية أو الليزر.
3. المرحلة الثالثة تتضمن الحقن الموضعي للكورتيزون، على الرغم من أن النتائج غير مضمونة، إذ قد يتحسن الألم أو قد تزداد حدته بعد الحقن، وقد يؤدي ذلك إلى تمزق الغشاء المبطن للقدم.
إذا تم اللجوء إلى حقن الكورتيزون، يُنصح بالحذر من الحقن المتكرر، حيث إن بعض الأطباء قد يلجؤون إلى حقنه أكثر من خمس مرات، مما يزيد من احتمالات حدوث تمزق في الغشاء في كل مرة.
4. الخيار الأقصى للعلاج هو الجراحة، سواء كانت مفتوحة أو بالمنظار، لتنظيف موضع الالتهاب، وقد يلجأ الجراح لإجراء قطع جزئي في الغشاء المبطن للتخفيف من الألم وحماية المريض من احتمالية حدوث قطع كامل. نسبة التحسن بعد العملية الجراحية تقدر بحوالي 75%، وهي نسبة تعتبر منخفضة نسبيًا حيث أن معدلات نجاح العمليات الجراحية المثالية تتراوح بين 90%-95%.
نصائح لمن يعاني من الشوكة العظمية
– الالتزام بتمارين الإطالة للقدم كما هو موضح في الرسوم.
– ارتداء أحذية مريحة ومناسبة الحجم وتوفير الدعامات اللازمة.
– تجنب الوقوف لفترات طويلة قدر الإمكان.
– العمل على تقليل الوزن الزائد.
– تناول مضادات الالتهاب عند الحاجة فقط.
– عدم المشي دون ارتداء الأحذية.
تعليقات