أكد محمد الإتربي، رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، أن الشراكة بين الدول العربية وأوروبا أصبحت ضرورة ملحة بدلاً من كونها مجرد خيار استراتيجي، وذلك في ظل التحديات العالمية الراهنة.
وفي تصريح خاص لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس، أوضح الأتربي أن القمة المصرفية العربية الدولية تتناول هذا العام موضوع “الصمود الاقتصادي في ظل التغيرات الجيوسياسية”، نظراً للتحديات والتقلبات التي تؤثر بشكل كبير على الدول العربية.
وأشار إلى أن “الشراكة العربية الأوروبية ليست مجرد خيار استراتيجي، بل ضرورة حتمية لمواجهة تحديات الحاضر وطموحات المستقبل”، موضحاً أن التبادل التجاري بين الدول العربية والأوروبية تجاوز 24 مليار دولار في عام 2024.
وشدد على أهمية تعزيز هذه الشراكة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى مجال التنمية المستدامة، موضحاً أهمية التمويل الأخضر، والتحول الرقمي، والطاقة المتجددة.
كما أشار الأتربي إلى جلسة مخصصة في القمة تركز على “إعادة إحياء وإعادة هيكلة القطاعات المصرفية في الدول العربية المتضررة من الأزمات”. وعبّر عن أمله في أن تعمل القمة على تقديم الدعم لهذه الدول، مثل السودان واليمن، إلى جانب سوريا التي يأمل أن تعود إلى وضعها الطبيعي، مشدداً على ضرورة الدعم من أوروبا والدول العربية القادرة، مثل دول الخليج.
وعبر عن أمله في أن تخرج القمة بتوصيات تُطبق على أرض الواقع، مؤكدًا على نجاح القمة بفضل حضور عدد كبير من الشخصيات المصرفية والخبراء البارزين، مما يعكس أهمية الشراكة العربية الأوروبية في تحقيق التنمية المستدامة والمشاريع الحيوية والتحول الرقمي.
وفي كلمته خلال افتتاح “القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2025″، قال الإتربي: “نتطلع من خلال هذه القمة إلى تعزيز الثقة المتبادلة بين الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي، لا سيما فرنسا، وزيادة التعاون في جميع المجالات، بما يسهم في دعم الصمود الاقتصادي وسط التحديات الراهنة، خصوصًا في القطاع المصرفي العربي الذي يعتبر المحرك الرئيس للتمويل.”
وأشار إلى أن انعقاد القمة في باريس تحت رعاية الرئيس الفرنسي يعكس عمق العلاقات بين المنطقتين، وأن الشراكة العربية الأوروبية أصبحت حاجة ملحة تفرضها الأوضاع الحالية.
وأوضح أن العلاقات الاقتصادية بين العالمين العربي والأوروبي كانت على مدى عقود طويلة أساساً للاستقرار والنمو، ولكننا نواجه اليوم منعطفًا يتطلب تعزيز هذه العلاقات لدعم الصمود الاقتصادي في ظل التطورات الجيوسياسية إقليمياً ودولياً، بأسس أكثر مرونة وابتكاراً وشمولية.
وقد انطلقت القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2025 في باريس برعاية الرئيس الفرنسي وبمشاركة شخصيات مصرفية ومالية من عدة دول أوروبية وعربية، بما في ذلك مصر.
وينظم اتحاد المصارف العربية فعاليات القمة بالتعاون مع مجموعة من المنظمات، بما في ذلك الفيدرالية المصرفية الأوروبية والفيدرالية المصرفية الفرنسية، بالإضافة إلى الغرفة التجارية العربية الفرنسية والاتحاد المصرفي الدولي، بحضور عدد كبير من السفراء العرب المعتمدين في فرنسا، مثل السفير علاء يوسف، والسلك الدبلوماسي والمؤسسات المالية والمصرفية من الجانبين العربي والأوروبي.
تُعقد القمة تحت عنوان “الصمود الاقتصادي في ظل التغيرات الجيوسياسية”، وتهدف إلى تعزيز الحوار التعاوني بين الأطراف المختلفة في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفريقيا حول التحديات الاقتصادية والمصرفية المشتركة واستكشاف فرص تسريع النمو من خلال تعزيز الاستثمار والتجارة والابتكار التكنولوجي، فضلاً عن مناقشة العقبات الاقتصادية والجيوسياسية التي تواجه أوروبا وأثر عدم اليقين العالمي على الأنظمة المالية في المنطقة، وتعزيز التعاون المصرفي والمالي بين العرب والأوروبيين.
تعليقات