شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، احتفالية كبيرة نظمها البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية على مسرح البالون، تكريمًا للذكرى العظيمة لثورة 30 يونيو، حيث تم الإعلان أيضًا عن بدء مشروع توثيق التراث الموسيقي لفرقة رضا. يأتي هذا في إطار خطة الوزارة لحماية الهوية الفنية المصرية والحفاظ على التراث غير المادي.
وأوضح الدكتور أحمد فؤاد هنو أن الوزارة تهدف إلى أن يتزامن إطلاق مشروع توثيق التراث الموسيقي لفرقة رضا مع احتفالات الذكرى السنوية لثورة 30 يونيو. وذلك تأكيدًا على روح الثورة التي أنقذت الهوية المصرية وعمّقت الإرادة الشعبية. كانت الأمسية الفنية الوطنية التي شهدها مسرح البالون تجسيدًا حقيقيًا لمكانة الثقافة والفن في تشكيل وجدان الشعب المصري، وترسيخ مشاعر الانتماء، وتعزيز الحضور المتجدد للتراث كقيمة راسخة في الحياة المصرية.

وأكد الوزير أن إطلاق هذا المشروع يشكل جزءًا من رؤية شاملة للدولة المصرية للحفاظ على ملامح الهوية الوطنية، من خلال إعادة الاعتبار للفرق الفنية القومية التي كانت تمثل صوت الهوية المصرية لعقود طويلة داخل البلاد وخارجها.
وأشار إلى أن المشروع لا يهدف فقط إلى حفظ التراث، بل يتعداه لإعادة تقديمه بشكل عصري، مما يتيح للأجيال الجديدة التفاعل معه والاعتزاز به، من خلال تحديث الأسلوب الفني مع الحفاظ على الهوية التقليدية.

وقال وزير الثقافة: «نعمل على إعادة توثيق وتسجيل التراث الموسيقي الكامل لفرقة رضا باستخدام أحدث التقنيات وبجودة صوتية عالية، تحت قيادة المايسترو الكبير سليم سحاب، لنكون قادرين على توفير مرجعية موسيقية موثقة لهذا التراث الفريد. كما نسعى لتقديم هذا الموروث للأجيال الجديدة من خلال دمج العناصر الشبابية، والتدريبات الاحترافية، وتطوير الأداء بما يتناسب مع ذائقة العصر مع الحفاظ على أصالة الماضي».

وأضاف: «مشروع التوثيق ليس نهاية المطاف، بل هو نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا، حيث نعيد لفرقة رضا القيمة التاريخية ورمز الهوية المصرية مكانتها التي تستحقها، ونؤسس لمرحلة جديدة من التطوير المستدام للفرق القومية».

بدوره، أوضح المايسترو سليم سحاب أن المشروع يمثل بداية تاريخية جديدة لفرقة رضا، حيث يجري العمل على تطوير البنية الموسيقية للفرقة من خلال رفع كفاءة الأوركسترا ودمج عناصر جديدة من الموسيقيين والكورال الشباب الذين تم تدريبهم على أعلى مستوى احترافي.
كما يشمل المشروع إعادة تدوين النوت الموسيقية وأوركسترا الأعمال الخاصة بفرقتي رضا والفنون الشعبية، وتوزيعها بتوزيعات أوركسترالية حديثة توسع من أفقها الصوتي مع الحفاظ التام على الطابع اللحني للأعمال الأصلية.

وأشار إلى أنه في الوقت ذاته، يتم إعادة تسجيل الأغاني والمقطوعات الموسيقية بجودة صوتية عالية بمرافقة أوركسترا حية، لضمان الحفاظ على الذاكرة السمعية لهذا التراث، بالإضافة إلى تنظيم ورش فنية تحتوي على مزيج من الطابع الشعبي والانضباط الأكاديمي، مما يتيح تقديم عروض ترتقي إلى المستوى الدولي.

كما عبر الفنان تامر عبد المنعم، رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، ومخرج الحفل، عن فخره بانطلاق هذا المشروع من مسرح البالون، مؤكدًا أن المشروع يسهم في استعادة مجد الفرق القومية وتوسيع قاعدة جمهورها، ويعكس اتجاه الدولة الجاد نحو إحياء التراث غير المادي كجزء من القوة الناعمة المصرية.

تكونت الاحتفالية من فصلين، حيث افتتحتها فرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية بقيادة أوركسترا المايسترو سليم سحاب، بمجموعة من الفقرات الموسيقية والاستعراضية، تضمنت موسيقى فيلم غرام في الكرنك، حلاوة شمسنا، العتبة جزاز، البنت بيضا، الحجالة، بالإضافة إلى مقطوعة موسيقية عن النوبة.

وفي الفصل الثاني، قدّم النجم مصطفى شوقي مجموعة من التواشيح والأغاني الروحانية، مثل: يا غريب الدار، عجبًا لغزال، أبويا وصاني.
اختُتم الحفل بأداء النجم لؤي الذي قدّم مجموعة من الأغنيات الوطنية التي تفاعل معها الجمهور، مثل: أحلف بسماها، الأقصر بلدنا، يا أغلى اسم في الوجود، بالأحضان.
اقرأ أيضاًقصور الثقافة تحتفي بالفائزين في مسابقتي «مصر ترسم» و«مصر تقرأ» على مسرح السامر
برنامج «مصر جميلة» لقصور الثقافة يختتم فعالياته بـ أبو سمبل
وزير الثقافة بالقليوبية: لا صحة لخصخصة قصور الثقافة أو تحويلها للاستثمار
تعليقات