حذر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، من أن أي تدخل أمريكي محتمل في الصراع القائم بين إيران وإسرائيل ليس مجرد تهديد، بل هو “مخطط مدروس”. ودعا طهران إلى أخذ الرسائل الصادرة من واشنطن بجدية.
كما أكد لامي في محادثات مغلقة مؤخرًا، وفقًا لما نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”، أن الإدارة الأمريكية لن تتجه نحو الخيار العسكري أو التدخل السياسي ما لم تكن لديها تحضيرات فعلية على الأرض. وشدد على أن الرسائل التي تأتي من البيت الأبيض ليست للاستهلاك الإعلامي بل تعبر عن تحركات مدروسة واستعدادات جدية لمواجهة التطورات المتسارعة.
وأفاد مسؤول بريطاني رفيع، طلب عدم الكشف عن هويته، أن التحذيرات الصادرة من لندن تهدف إلى دعوة القيادة الإيرانية لقراءة المشهد الإقليمي بدقة لتجنب التصعيد الخطير الذي قد لا يكون في مصلحة أي طرف معني بالصراع الحالي.
ترامب يرفض الضغط على إسرائيل
وفي نفس السياق، أفادت الصحيفة بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعرب عن رفضه لفكرة المطالبة بإسرائيل بوقف ضرباتها الجوية ضد الأهداف الإيرانية، وذلك في محاولة لتسريع الوصول إلى اتفاق مع طهران وتجنب انجرار واشنطن إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
وقال ترامب بعد وصوله إلى نيوجيرسي من واشنطن: “أعتقد أنه من الصعب جدًا تقديم هذا الطلب الآن. إذا كان هناك طرف منتصر، فإن الأمر سيكون أصعب قليلًا على الطرف الخاسر، ولكننا مستعدون وراغبون وقادرون، وقد تحدثنا مع إيران وسنرى ما سيحدث.”
وفيما يتعلق بإمكانية تنفيذ وقف إطلاق النار، أوضح ترامب أن تحقيق ذلك “صعب للغاية” في ظل الظروف الراهنة، قائلًا: “إسرائيل تؤدي جيدًا في الحرب، وأعتقد أنك ستقول إن أداء إيران أقل جودة.”
من خلال هذا الموقف، يبدو أن واشنطن ترغب في منح إسرائيل حرية أكبر في تحركاتها العسكرية، مع إبقاء الفرصة مفتوحة للمفاوضات المحتملة في المستقبل القريب.
تأتي هذه المواقف في وقت يتصاعد فيه التوتر الإقليمي حول البرنامج النووي الإيراني، مع دخول المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن مرحلة حرجة. في ظل ضغوطات أوروبية متزايدة تدعو إلى ضرورة الوصول إلى اتفاق يخفف من حدة المواجهة، ويحول دون انفجار الوضع في حرب شاملة. ولا تزال القوى الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وبريطانيا، تسعى لاستغلال ما تبقى من القنوات الدبلوماسية لمنع انهيار مسار التفاوض تمامًا.
تعليقات