لا تترك ما لا يمكن امتلاكه تمامًا.

هل سبق لك أن سمعت المقولة الشهيرة «ما لا يدرك كله لا يترك كله»؟ هذه المقولة تعكس فكرة عميقة يجب أن يتبناها الإنسان في حياته. تعني أنه عندما تعذر الحصول على شيء بشكل كامل، يجب على الفرد أن يسعى لتحقيق ما يمكنه من هذا الشيء، وعدم تركه تمامًا، لأن الحصول على جزء من الهدف أفضل من التخلي عنه بالكامل. إذا كنت ترغب في أن تكون الأول في صفك ولم تتمكن من تحقيق هذا الهدف، فلا تتخلى عنه بالكامل، فقد يكون من المقبول أن تكون في المركز الثاني.

خذ على سبيل المثال إذا كنت تدرس من كتاب ضخم وهناك صفحات معينة تجد صعوبة في فهمها. هناك من قد يستسلم ويتوقف عن الدراسة كليًا، بينما الأذكى هو من يتبع قاعدة «ما لا يُدرك كله لا يُترك كله»، ويستكمل الاستذكار لما يستطيع فهمه. يجب على كل شخص أن يتذكر هذه القاعدة في حياته، فلا يجب أن ننتظر تحقيق كل شيء قبل أن نبدأ، بل نبدأ الآن، ولا نقول لقد فات الأوان.

كل فرد لديه طموح يسعى لتحقيقه، ورغم ظهور العوائق، يجب أن نواصل السعي. وإذا أوقفنا القدر عند نقطة معينة، فعلينا شكر الله والرضا بما لدينا، ونعلم أن الله قد وضع لنا الأفضل وفقًا لقدراتنا.

لكن بعض الناس يستسلمون بسهولة عند أول عثرة، وينعزلون في حالة من اليأس، وهو سلوك لا يتناسب مع كبار النفوس. علينا أن نتذكر أن اليأس هو طريق العاجزين، ولا ينبغي لنا أن نشعر باليأس أمام الصعوبات، فقد تتحقق الفرج في أحلك الأوقات.

غالبًا ما نقع في فخ «الندم على ما فات» ونعمق أنفسنا في وهم «استعادة الفرص الضائعة»، وننسى الدروس التي يمكن أن نتعلمها من تلك التجارب. للأسف، نحن نعتقد أحيانًا بأننا الأكثر اجتهادًا، ونتجاهل إخفاقاتنا الشخصية بدلاً من تحليلها والعمل على تحسينها.

ينبغي علينا أن نركز على ما تبقى في أيدينا ولا نتعمق في الحزن على ما فقدناه، لأن هذا قد يكلفنا ما هو أكثر أهمية. ما فقد لا يمكن استعادته، لذا عوضًا عن الندم، يجب أن نستثمر ما لدينا.

ينقسم البشر عادةً إلى فئتين: الأولى هي التي تلقي اللوم على الآخرين، في حين أن الثانية هي التي تتعلم من أخطائها وتسعى لتحسينها. إذًا ليس الفشل عائقًا، بل هو خطوة نحو النجاح، كما أن الفشل يُعتبر تجربة نتعلم منها.

دعنا نفكر في مقولة إديسون بشأن محاولاته الكثيرة قبل النجاح، حيث اعتبر أن تلك المحاولات لم تكن فاشلة، بل تعلم منها الكثير. هذه النظرة المتفائلة تجعلنا ندرك أن الجهد المستمر هو ما يؤدي لبلوغ النجاح.

ماذا لو تقدمت لوظيفة في شركة مرموقة ولم تُكتب لك النجاح؟ تذكر قصة الشاب برايان أكتون الذي واجه الفشل عند محاولته الالتحاق بشركتين كبيرتين، لكنه في النهاية نجح بفضل تصميمه، وأنشأ برنامج «واتس آب» الذي بيعه لشركة فيسبوك بمبلغ ضخم. عسى أن نتذكر أن الفشل يمكن أن يكون دافعًا مهماً للنجاح.

واصل المُضي قدمًا، فإن الناس دائمًا تمر بمراحل الفقر والغنى، والقوة والضعف، فلا شيء يدوم. لذا، لا تقنط من رحمة الله، ولا تخجل من عبادة الله مهما كانت ذنوبك، فما دام أنها لم تصل إلى حد الكفر، فالله رحيم بعباده.

لا تحزن على الماضي، فالغد قادم وأمل جديد ينتظرك. اختر أن تكون متفائلاً، فالتفاؤل يفتح أمامك فرصًا جديدة. تذكر أن الابتسامة تعكس روحك، وتفتح قلوب الآخرين.

فقط يمكننا أن نحقق النجاح عندما نكون واعين بعيوبنا، ونعمل جاهدين على التغلب عليها. نختتم بمقولة ملهمة: «لخبز أحلامك، عليك أن تزرع الأمل، وتطحن الفشل، وتعجن اليأس».

اقرأ أيضاًنحو شروق جديد.. الأمل يولد من رحم التحديات

«المرأة العاملة بين الألم والأمل».. محاضرة بقصر ثقافة المحلة الكبرى

المصرية للاتصالات WE تهدي الأمل لمرضى الحروق بأحدث جهاز ليزر في مستشفى أهل مصر