كيف تحصن رزقك من الحسد والعين بثلاث سور
لا يخفى علينا جميعًا أننا نسعى دائمًا للتعرف على ما هي علامات الحسد والعين في الرزق؟ فالرزق يعد من أبرز الحاجات الدنيوية التي يظل الإنسان في سعي دائم لتحقيقها طوال حياته. ولأن الرزق لا يقتصر فقط على المال بل يتنوع بين المال، الزواج، الأبناء، الصحة، والصحبة وغيرها، فإن كل واحد منا لديه الرغبة والانشغال بالرزق. وعند الحديث عن الحسد والعين، فإن مرجعيته تأتي من الكتاب الكريم والسنة النبوية، مما يزيد من أهمية التعرف على علامات الحسد والعين في الرزق ووسائل إبطالها. لعلنا نحافظ على نعم الله علينا وننجو من شرور أعين الحاسدين.
ما هي علامات الحسد والعين في الرزق
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الحسد لا يعطل رزق الإنسان، مشددة على أنه ليس هناك ضرر على المحسود في دينه أو دنياه، فالنعم لا تزول بسبب الحسد، بل تستمر بما قدره الله تعالى. وبناءً عليه، يجب على الإنسان أن يتحصن من الحسد بقراءة سور الإخلاص والمعوذتين صباحًا ومساءً، بالإضافة إلى قراءة فواتح وآيات من سورة البقرة قبل النوم، إذ أن الله سبحانه وتعالى خير حافظ.
كما حذرت دار الإفتاء من آثار الحسد والعين، حيث ذكرت عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك”: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، العين حق، احموا أولادكم ومنازلكم وأنفسكم”.
واستشهادًا بكلام الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أكد أن العين لها تأثير على الإنسان كما وُرد في القرآن والسنة، وينبغي للحاسد الابتعاد عن هذا السلوك المدان شرعًا؛ فالحسد يعود بالضرر على الحاسد نفسه في دينه ويجعله ساخطًا على قضاء الله، ويؤدي إلى معاناته من أشواق الحسد. كما ينبغي على المؤمن أن يدرك أن الضرر لا يأتيه إلا بما قدره الله عليه، فلا يلهث وراء الأوهام والدجالات، وعليه أن يحصن نفسه وأسرته بالقرآن والذكر والدعاء.
كيفية إبطال الحسد والعين في الرزق
وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا يمكن إنكار العين والحسد، فإذا كان الشخص يعتقد أن الحسد قد أصابه، عليه أن يتبع الأسباب الشرعية كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال الرقية الشرعية.
وأشار إلى أنه يتعين على المحسود أن يقرا الرقية الشرعية بنفسه، وأن يكون له الإيمان بأن الشفاء بيد الله وحده، وأن السحر والحسد قد ذكرهما الله في كتابه، كما قال: “ومَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ…” (سورة البقرة).
كما أكد الدكتور محمود شلبي أن المسلم يجب أن يؤمن بأنه لا يمكن لأي إنسان أن يؤذي الآخر إلا بإذن من الله، وأوضح أن السحر والحسد ورقة امتحان من الله للعبد، فقد يكون هذا الابتلاء اختبارًا للصابرين أو بسبب ذنوب لأجل تطهيرهم.
ولفت أمين الفتوى إلى أن العلاج من الحسد والسحر يكون بكثرة الذكر، الحفاظ على الأذكار الثابتة، وقراءة القرآن، والاستعانة بالصبر والصلاة.
وذكر الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، أنه إذا كانوا يعرفون الشخص الذي حسدهم، يجوز لهم التجنب عنه مع عدم الخصام أو القطيعة، وأن المحسود يمكنه وقف الحسد بالتكثير من ذكر الله، خاصة قراءة المعوذتين والحفاظ على أذكار الصباح والمساء.
الحسد والعين في الرزق
بيّنت دار الإفتاء أن الحسد يعني تمني زوال نعمة المحسود، وهذا محرم بالإجماع لأنه يعتبر اعتراضًا على الحق سبحانه وتعالى. وقال الإمام الغزالي في كتابه “إحياء علوم الدين”: “احذر أن الحسد من الأمراض القلبية العظيمة، ولا يُعالج إلا بالعلم والعمل”.
كما تحدثت عن أهمية معرفة أن الحسد ضار بالإنسان في الدنيا والدين، فيجب على الشخص أن يتجنب الحسد ليحمي نفسه من هذه الأمراض القلبية التي تلتهم حسنات القلب، مثلما تأكل النار الحطب.
أوضحت أيضًا أن الضرر الذي قد يصيب المحسود ليس في دينه أو دنياه، فنعمته لا تتأثر بحسد الآخرين، بل ما قدره الله من نعم لا بد أن يستمر لأجل غير مسمى.
تعليقات