فتوى الإفتاء: حكم الخروج من المسجد بعد الأذان

استقبلت دار الإفتاء المصرية استفسارًا يحمل مضمون: ما هو حكم مغادرة المسجد بعد الأذان؟ حيث ذكر المستفتي أنه دخل المسجد لأداء صلاة الظهر، ولكن حدث أمر طارئ فخرج قبل الصلاة. فما هو موقف الشرع في ذلك؟

وقد أجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، موضحةً أن الفقهاء أجمعوا على أنه يُسمح للمصلي الخروج من المسجد قبل بدء الإقامة، إذا كانت لديه نية العودة، أو كان الخروج لعذر مشروع؛ مثل أن يكون قد صلى بمفرده، أو كونه إمامًا لمسجد آخر، أو يرغب في الخروج ليدرك الصلاة في مسجد آخر أو لحضور مجلس علم.

وأضافت أن الخروج من المسجد بعد الأذان دون نية العودة أو دون عذر يُعد من الأمور المكروهة، وفقًا لرأي جمهور الفقهاء، استنادًا إلى النهي المنصوص عليه حول الخروج من المسجد بعد الأذان.

فضل التبكير لزيارة المساجد وانتظار الصلاة

حث الشرع على التبكير في الذهاب إلى المساجد وانتظار الصلاة، واستغلال الفترة ما بين الأذان والإقامة من خلال أداء صلاة السنن والنوافل، وكثرة الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن وذكر الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقد ورد في العديد من الأحاديث، منها:

ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» متفق عليه.

قال الإمام ابن بطال في “شرح صحيح البخاري” (2/ 280، ط. مكتبة الرشد): [يدخل في معنى التهجير: المسارعة إلى الصلوات كلها قبل دخول أوقاتها؛ ليحصل له فضل الانتظار قبل الصلاة].

كما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، حَتَّى يَنْصَرِفَ أو يُحْدِثَ» رواه الإمام مسلم في “صحيحه”.

حكم الخروج من المسجد بعد الأذان لعذر

إذا حضر المسلم إلى المسجد لأداء الصلاة، استجابةً للأمر ورجاءً في الأجر، فلا ينبغي له مغادرة المسجد بعد الأذان وقبل الشروع في الإقامة. فقد ثبت عن أبي الشعثاء رضي الله عنه أنه قال: “كنا جالسين في المسجد مع أبي هريرة رضي الله عنه، فأذَّن المؤذِّن، فقام رجل من المسجد فخرج، فقال أبو هريرة: “أَمَّا هَذَا، فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ” رواه مسلم في “صحيحه”.