عقبات روحية: دروس من علي جمعة حول الصفات السلبية

كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن معنى تطهير القلب من الأخلاق الذميمة والصفات التي تمنعك من الاقتراب من الله.

تطهير القلب من الأخلاق الذميمة

وصرح عبر صفحته الرسمية على فيس بوك بأن تطهير القلب من الأخلاق الذميمة يعني تفريغه من الصفات السيئة، ثم ملؤه بالصفات الحميدة.

الصفات التي تمنعك من الله

وأضاف أن من الأخلاق السيئة: الكِبر، الحقد، الحسد، عدم الرضا، وعدم التسليم، والتعلق بالدنيا. فإذا امتلأ قلبك بهذه الصفات، فإنها ستمنعك عن الله؛ لأن الله تعالى ليس بمحجوب، وهو أوسع من كل شيء، ولكن إذا حجبت نفسك بهذه الصفات، فأنت الذي تكون محروماً. فيجب عليك أن لا تبقى خلف الحجب، لأن الله سبحانه وتعالى قيوم السماوات والأرض، وهو لا يحتاج إليك، بل أنت من تحتاج إليه. لذلك، عليك أن تسعى إليه وتحرص على الاقتراب منه.

وأشار إلى أن القلب هو مسكن الرب سبحانه وتعالى، والله غني عن الشرك ولا يحب من يشاركه. فإذا دخلت الدنيا إلى قلبك، فعليك أن تدرك أن الله لن ينظر إليك؛ لأن القلب حينئذٍ ليس مخصصاً له. فالخيار أمامك هو إما أن تبيع نفسك لله وإما أن تعتمد على قواك، «فاللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين».

معنى دخول الرب القلب

وتحدث عن معنى دخول الرب القلب قائلاً: يجب أن تتوكل عليه توكلاً حقيقياً.

لكن هذا لا يعني ترك العمل، بل العكس؛ فعلى المرء أن يعمل بجد. لقد كانوا في النهار فرساناً، وفي الليل رهباناً.

وأكد أن البطالة والعجز والكسل لا تكون لله، بل هي لأجل إرضاء شهوات الجسد وتصور الراحة، ولكنك لن تنعم بالراحة الحقيقية بهذه الصفات.

الراحة الحقيقية تكمن في طاعة الله، حتى وإن كان ذلك يتطلب تعب الجسد وسهر الليل واجتهاد النهار في عبادة الله وفي عمارة الأرض وتزكية النفس.

لذا، لا تكن عاطلاً، بل عاهد الله وابتعد إليه.

فالتطهير الحقيقي للقلب هو تفريغه من الصفات القبيحة وملؤه بالخصال الحميدة.

وإن القلب لا يبقى فارغاً أبداً؛ فإذا تخليتَ عن الكبر، سيحل محله التواضع لله، وإذا تخلصتَ من الكراهية، سيدخل الحب في الله، وإذا أبعدتَ الحقد، سيدخل الرضا والتسليم. وهكذا، كلما أخرجتَ صفةً ذميمةً من قلبك وأنت بعيد عن متاع الدنيا، كلما استقبلتَ خصلات حميدة بإذن الله. وإذا امتلأ قلبك بحلاوة الإيمان، فإن الإيمان لن يخرج منه أبداً.