صلاة الفجر: واجب أم سنة؟ توضيحات من الإفتاء لتصحيح المفاهيم

إن سؤال هل صلاة الفجر سنة أم فرض؟ يُعتبر من القضايا المهمة التي يكثر حولها النقاش. لذا، من الضروري فهم جوهرها، حيث إن لصلاة الفجر فضل عظيم، وقد أوصى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بضرورة الحرص على أدائها في وقتها. وهذا يبرز أهمية السؤال حول طبيعة صلاة الفجر وما إذا كانت سنة أم فرض، وموعدها الأخير، لأن الكثير من الناس قد يتساهلون في أدائها تحت ضغوط السهر، سواء بسبب العمل أو الدراسة أو الترفيه، مما يؤدي إلى تفويت ثوابها. وبالتأكيد، لو أدرك هؤلاء الذين ينامون عن صلاة الفجر أن ذلك يعني ضياع ثواب يُعادل ما يقارب عشرين مكافأة من الله في الدنيا والآخرة، لسرعوا لاستغلال فرصتها، ولكن أولاً عليهم أن يعرفوا هل صلاة الفجر سنة أم فرض.

هل صلاة الفجر سنة أم فرض؟

قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الفجر هو الصبح، والصبح هو الفجر، واعتبرت هذه الفريضة فريضة أول النهار. يُستحب أداء ركعتين سنة قبل الفريضة، مُشيرًا إلى أن بعض الفقهاء يطلقون على السنة مسمى الفجر، بينما يُطلق على الفريضة اسم الصبح، ولكن كلا التسميتين تشير إلى نفس الصلاة، أي الصلاة المفروضة وسنتها.

وأفاد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في إجابته على سؤال حول ما إذا كانت صلاة الفجر سنة أم فرض، أن هناك اعتقادًا خاطئًا بأن صلاة الفجر تُقام قبل شروق الشمس بينما صلاة الصبح بعد الشروق. يجب على المسلم أن يصلي ركعتين خفيفتين سنة عندما يؤذن للفجر، ثم يؤدي الفريضة التي تتكون من ركعتين، مما يؤكد أن صلاة الفجر فرض تُؤدى جماعة في المسجد مثل باقي الصلوات المفروضة.

صلاة الفجر

تُعتبر صلاة الفجر أولى الصلوات الخمس المفروضة على جميع المسلمين. تتكون من ركعتين فرض وركعتين سنة تُعرفان بسنة الفجر، وهي سنة مؤكدة واظب عليها الرسول –صلى الله عليه وسلم-. سُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها الذي ينفجر فيه الضوء ويزول فيه ظلام الليل.

حكم صلاة الفجر

صلاة الفجر فرض عين على كل مسلم ومسلمة بالغًا وعاقلًا، وقد وردت آيات وأحاديث عديدة تؤكد هذا الحكم. قال الله تعالى: «فَأقيمُوا الصَّلاةَ إنَّ الصَّلاةَ كَانتْ عَلَى المُؤمنينَ كِتابًا مَوْقوتًا»، وأيضًا ورد عن الرسول –عليه الصلاة والسلام- أن الإسلام بُني على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان.

وقت صلاة الفجر

أما عن وقت صلاة الفجر وصلاة الصبح، فالوقت هو نفسه حيث تُعتبر كل من الصلاتين تسمية واحدة، ولا يوجد اختلاف بينهما. وقد ذكرت الأحاديث النبوية الشريفة كليهما. عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فهو في ذمّة الله تعالى»، وقد وردت أحاديث عديدة تُبرز فضل صلاة الفجر، مثل: «فضل صلاة الجماعة تُعادل صلاة أحدكم وحده، بخمسةٍ وعشرين جزءًا، وتَجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر».

في هذه الأوقات، غالبًا ما يكون المسلمون نائمين، لذا فإن من يُصلي الفجر يُظهر مجهودًا عظيمًا في محاربة لذة النوم من أجل أداء ما فرض الله تعالى عليه، بحثًا عن رضاه ومغفرته وطمعًا في جنته. ولذا فإن أداء صلاة الفجر يُعتبر حدًّا فاصلًا بين الإيمان والنفاق.