ستيلانتس ومصر: خطوة استراتيجية نحو تصنيع سيارات للتصدير

في إطار جهود مصر المستمرة لتوطين الصناعات الثقيلة والتحول إلى مركز إقليمي للتصنيع والتصدير، أعلنت شركة “ستيلانتس”، رابع أكبر مصنّع سيارات على مستوى العالم، عن خطة لإنتاج 268 ألف سيارة محليًا بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع. هذه الخطوة تمثل تحولًا محوريًا في مسيرة صناعة السيارات بمصر.

تحول نوعي في الصناعة المصرية
يرى الدكتور الشامي، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة المستقبل، أن هذه الشراكة تمثل نقلة استراتيجية للصناعة الوطنية. التعاون مع شركة عالمية مثل “ستيلانتس” يقدم فرصًا كبيرة لنقل التكنولوجيا الحديثة والمعرفة الفنية إلى السوق المصري، مما يعزز نسبة المكونات المحلية في الإنتاج، ويقلل الاعتماد على الواردات، وبالتالي يساهم في تخفيف الضغط على العملة الأجنبية.

فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة
من أبرز نتائج هذه الخطوة، كما يشير الدكتور الشامي، هو خلق الآلاف من فرص العمل، سواء بشكل مباشر في قطاع التصنيع أو بشكل غير مباشر في مجالات مثل اللوجستيات وخدمات ما بعد البيع. هذه التحولات ستساهم بشكل فعال في خفض معدلات البطالة وتحسين مستوى الدخل، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

رسالة طمأنة للمستثمرين
تحمل هذه الشراكة أيضًا رسالة قوية للمستثمرين الأجانب، مفادها أن بيئة الاستثمار في مصر أصبحت أكثر استقرارًا وجاذبية. يؤكد الدكتور الشامي أن التركيز على التصدير من خطوط الإنتاج الجديدة سيساعد في زيادة حجم الصادرات وتقليص العجز في الميزان التجاري، مما يقوي الاقتصاد الكلي.

أبعاد إقليمية تنافسية
يمنح التعاون مع “ستيلانتس” مصر ميزة استراتيجية، خصوصًا بفضل موقعها الجغرافي المتميز واتفاقيات التجارة الحرة التي تتيح الوصول إلى العديد من الأسواق في أفريقيا والعالم العربي دون رسوم جمركية. كما أن شراكة الهيئة العربية للتصنيع تعكس التزام الدولة بتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، في إطار رؤية مصر 2030 لتنمية وتحديث القطاع الصناعي.

شهادة دولية على تقدم مصر الصناعي
اختتم الدكتور الشامي تصريحاته بالتأكيد على أن خطوة “ستيلانتس” تُعد شهادة دولية على تطور القطاع الصناعي في مصر. واعتبر أن هذه الخطوة تضع البلاد على خريطة الدول الناشئة في صناعة السيارات، وتعكس بوضوح التقدم الذي تحققه مصر نحو بناء اقتصاد تنوع ومستدام قادر على المنافسة في الأسواق العالمية.