تزامناً مع امتحانات الثانوية العامة، تستعد الأسر المصرية والعربية لحالة من الضغوط النفسية والعقلية. لذا، ليس المطلوب من الآباء والأمهات أن يكونوا مجرد مراقبين أو ملقنين، بل يجب أن يكونوا مصدراً للدعم النفسي والمعنوي، وأصدقاء متمكنين، وقادة محترفين لأبنائهم من طلاب الثانوية العامة.
يقدم الدكتور محمد هاني، أخصائي الصحة النفسية واستشاري العلاقات الأسرية، من خلال تصريحات خاصة لـ صدى البلد، دليلاً عمليًا شاملاً للتعامل مع أبنائك في هذه المرحلة الحاسمة:
افهم طبيعة المرحلة قبل المطالبة بالتفوق
الثانوية العامة ليست مجرد سنة دراسية، بل هي فترة انتقالية مليئة بالضغوط النفسية والمقارنات. لا تطلب من ابنك أن يكون متفوقاً في ظل شعوره بالخوف، بل ادعمه لتحقيق التوازن النفسي أولاً.

وفر بيئة هادئة وخالية من المقارنات
تجنب الحديث عن أولاد الجيران أو مقارنة مجهود ابنك بجهود الآخرين. مثل هذه المقارنات لا تبني الدافع، بل تقوض الثقة بالنفس. ابنك ليس في سباق مع الآخرين، بل يسعى لتحقيق أفضل ما لديه.
كن شريكًا في التنظيم وليس في الضغط
ساعده في وضع جدول مذاكرة واقعي يتضمن فترات راحة. لا تحول المنزل إلى مكان للضغط: راقب بدون إفراط. شجعه على النوم المبكر والتغذية الصحية، ولا تسمح بالسهر المرهق أو الاعتماد على المنبهات.

اعرف متى تتدخل ومتى تتراجع
إذا شعر بالإرهاق أو بدأ بالبكاء، فبدلاً من القلق، استمع له بحب وبدون مبالغة. وإذا أهمل أو تكاسل، استخدم الحوار بدلًا من التهديد، فالغضب يعطل العقل في حين أن الهدوء يفتح أبواب النقاش.
كلماتك تحدث فرقًا
بدلاً من قول: “أنت لن تنجح بهذه الطريقة”، قل: “أنا واثق فيك، دعنا نبحث عن طرق أفضل للمذاكرة.” ادعمه بكلمات مثل “أنا فخور بمجهودك”، “النتيجة ليست أهم شيء، بل صحتك”.
النتيجة ليست نهاية العالم
ذكر نفسك وابنك دائمًا أن النجاح الحقيقي لا يُقاس برقم على ورقة، بل بمدى قدرتك على الاستمرار والمحاولة. كم من الطلاب لم يحصلوا على الدرجات المطلوبة لكنهم تألقوا فيما بعد في الجامعة أو في الحياة العملية.
نصائح سريعة تعينك وتعينه
حضّر وجبات مغذية وخفيفة: مثل التمر، المكسرات، والعصائر الطازجة. لا تحرمه من دقائق الترفيه: ضحك، نزهة قصيرة، أو مشاهدة مشهد مفضل. شجعه على كتابة ما يثير قلقه للتنفيس. وكن دائمًا داعمًا له، وأشعره أنك إلى جانبه.
تعليقات