قصر الصلاة هو رخصة منحها الشرع للمسلم، وأجمع على هذا الأمر العلماء، لعون المسافر وتخفيف معاناته أثناء الرحلات.
شروط قصر الصلاة
يتمثل أحد شروط قصر الصلاة للمسافر في أن تكون مدة سفره ثلاثة أيام بلياليهن، مما يتيح له قصر الصلاة الرباعية، بحيث يؤديها ركعتين فقط. أما إذا استمر سفره لأكثر من ثلاثة أيام، فيجب عليه إتمام صلاته من لحظة وصوله إلى وجهته.
ومن الشروط الأخرى لقصر الصلاة أن يتجاوز السفر مسافة 85 كيلومترًا. يحق للمسافر قصر الصلاة أو إتمامها، إلا أن القصر يُفضل اقتداءً بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويشمل ذلك الجمع بين الظهر والعصر سواءً تقديمًا أو تأخيرًا، وكذلك بين المغرب والعشاء.
تُحسَب المسافة المترخص بها من حدود المدينة المُغادر منها إلى حدود المدينة المُغادر إليها، مثل سور المدينة، أو بوابتها، أو نقاط المواصلات المختلفة كالمطار أو الميناء. وبمجرد مغادرة الحدود، يحق للمسافر التراحم.
ترتبط بالسفر بعض الأحكام الشرعية الهامة، منها قصر الصلاة الرباعية، وإباحة الفطر للصائم، وزيادة مدة المسح على الخفين إلى ثلاثة أيام، والجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء.
لكن يتطلب السفر الذي تترتب عليه هذه الأحكام عدة شروط، منها ضرورة بلوغ المسافة أو أكثر، ونيّة عدم ارتكاب المعصية، وكذلك المسافة التي تتغير بها الأحكام تُقدر بأربعة برد، حيث يعادل كل برد أربعة فراسخ، والفرسخ يساوي ثلاثة أميال هاشمية، أي أن المسافة بالأميال تبلغ (16 فرسخ × 3) ما يعادل تقريبًا 48 ميلاً هاشمياً، وهو حوالي (83.5) كيلومتر.
معرفة اتجاه القبلة في السفر
أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن استقبال القبلة يعد شرطًا لصحة الصلاة، استنادًا لقول الله – تعالى -: «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره» [سورة البقرة: الآية 144].
وأكد الدكتور جمعة أنه ينبغي على المسلم أن يتحرى القبلة بنفسه أو من خلال ذوي الخبرة، مشيرًا إلى أنه إذا كان في مكان يصعب فيه تحديد الاتجاه بدقة، يجب عليه أن يجتهد وفق استطاعته ليصلي حسب تقديره.
كما أشار إلى أن جعل الأذن اليسرى باتجاه مطلع الشمس يمكن أن يُعتبر توجيهًا صحيحًا للقبلة، ولكن هذا ينطبق على مناطق معينة قرب محافظة المنيا، وبعدها ينبغي الانحراف قليلاً نحو الشرق.
تعليقات