ترامب يناشد تميم للحوار وضبط النفس في العلاقات القطرية

أحدث اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تفاعلات كبيرة، حيث ذكرت وكالة الأنباء القطرية أن ترامب دعا أمير قطر إلى “ضبط النفس واتباع الحلول الدبلوماسية” بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية، في إطار جهود التنسيق لتجنب تصعيد أوسع في المنطقة.

وفي بيان الوكالة، أكد ترامب خلال الاتصال رفضه القطعي لأي اعتداء يهدد أمن وسلامة قطر، ويزعزع استقرار المنطقة، معلنًا عن تضامن الولايات المتحدة الكامل مع الدوحة وإدانتها الشديدة للهجوم الذي اعتبره “انتهاكًا صارخًا للسيادة القطرية”. من جانبه، شكر أمير قطر ترامب، مشيرًا إلى جاهزية القوات القطرية والإجراءات التي تم اتخاذها لمنع وقوع أي خسائر بين المدنيين أو العسكريين، سواء القطريين أو الأمريكيين.

ركزت دعوة ترامب على أهمية تجنب التصعيد نحو مواجهة عسكرية مباشرة، مؤكدًا أن السياسات الدبلوماسية هي السبيل الأكثر فعالية لتحقيق استقرار طويل الأمد، في ظل الظروف المتوترة التي تسود منطقة الخليج، والتي تتخللها تبادلات صاروخية وضربات جوية.

تسليط الضوء على هذه الخطوة يعكس الدور المتزايد لقطر كوسيط إقليمي نشط يتعاون مع الجهود الأمريكية للتخفيف من تفاقم الأزمة بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد، الذي اعتبرته واشنطن “انتهاكًا جويًا صارخًا”. وقد شكر ترامب الأمير على جهوده خلال المكالمة، مؤكدًا أن الدبلوماسية هي الحل الوحيد الممكن لمنع توسع النزاع إلى حدود لبنان وسوريا ومضيق هرمز.

من جانب آخر، تأتي هذه الدعوة في إطار الضغط الخارجي على النظام الإيراني، الذي نفذ هجومًا على قاعدة عسكرية أمريكية، وأعلن عن رده من طهران، لكن عدم وقوع خسائر بشرية كبيرة تمكن ترامب من تجنب اتخاذ إجراءات عسكرية مباشرة، موجهًا الأحداث نحو مسار سياسي أوسع.

تعتبر دعوة ترامب لأمير قطر إلى ضبط النفس والسعي نحو الحلول السلمية خطوة تعكس الوعي الأمريكي والقطري بأن المنطقة تمر بمرحلة حساسة. وهذه الدعوة تؤكد أن نجاح التهدئة يعتمد على قدرة القيادة القطرية في الحفاظ على توازنها، إلى جانب التزام الولايات المتحدة باتجاه إيجاد حل سياسي شامل يعالج كافة الأطراف المعنية.