تحقيقات الطب الشرعي تكشف ملابسات وفاة مشتبه به في حجز مصر القديمة
حصل موقع صدى البلد على نص التقرير الطبي الخاص بالمتهم الذي توفي على يد ثلاثة متهمين داخل حجز قسم شرطة مصر القديمة.
كشف تقرير الطب الشرعي أن الجثة تحمل آثار كدمات وسحجات متعددة في الوجه والرأس والأطراف والظهر والصدر، بالإضافة إلى علامات تقييد حول الرسغين. وأظهر التشريح وجود تورم في المخ (أوديمـا) أدى إلى الضغط على المراكز الحيوية، مما تسبب مباشرة في الوفاة.
ثبت من تقرير المعامل الطبية وجود نزيف داخلي واحتقان شديد في النسيج العصبي، فضلاً عن وجود بؤر نزفية في المخ، مما يدل على أن الوفاة كانت نتيجة الضرب المبرح والاحتجاز القسري في ظروف غير آدمية.
الشهادات
أكد عدد من نزلاء الحجز أنهم شهدوا الاعتداء، وقدموا تفاصيل دقيقة حول ما تعرض له المجني عليه. كما شهد مفتش مباحث فرقة مصر القديمة حول تحريات سرية تؤكد مسئولية المتهمين عن الاعتداء.
أكدت شهادة الطبيبة الشرعية تطابق الإصابات مع أدوات الجريمة، مثل الخواتم المدببة والحزام الجلدي.
أعلنت النيابة أن الحادث ليس مجرد مشاجرة داخل الحجز، بل جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار، حيث قام المتهمون بالتخطيط لها وتنفيذها بنية إيذاء المجني عليه مما أدى إلى وفاته، باستخدام أدوات غير قانونية في أماكن الاحتجاز.
تعود تفاصيل الجريمة إلى 19 أبريل 2024، عندما كان المجني عليه هاني جمال الدين عبد الرحمن محبوسًا احتياطيًا داخل قسم شرطة مصر القديمة.
وفقًا لأقوال الشهود وتحريات المباحث، قام المتهمون الثلاثة: محمود م (27 عامًا)، وأحمد ض. (31 عامًا – مالك مقهى)، وإبراهيم س (21 عامًا – عامل)، بالتعدي على المجني عليه بالضرب المبرح، مستخدمين أيديهم وأدوات مثل حزام جلدي وحبل، وأجبروه على الصعود إلى منطقة ضيقة سيئة التهوية تُعرف باسم “الصندرة”.
صفعة على الوجه
بدأ الاعتداء عندما قام أحد المتهمين بصفع المجني عليه، ليتبعه المتهم الرئيسي بلكمات وضربات عنيفة على وجهه ورأسه وصدره، بينما كان يرتدي خاتمين معدنيين، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. بعد ذلك، تم تكبيل يديه من قبل المتهمين الآخرين، واستُخدم الحزام الجلدي لضربه بشكل متكرر.
احتجاز في “الصندرة”
أمر المتهم الأول بوضع المجني عليه في “الصندرة” – وهي مساحة ضيقة ومزدحمة وسوء التهوية داخل الغرفة – وتركه مقيدًا بالحبل، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية. وعندما ضعف تمامًا، أُعيد إلى الأرض وترك أمام المرحاض حتى استغاث باقي المحتجزين بالشرطة، ليتم نقله في حالة حرجة إلى المستشفى، حيث توفي نتيجة لإصاباته.
تعليقات