تحذير جديد من الجيش الإسرائيلي لسكان قلب طهران

نقلت وكالة رويترز عن مصادر متعددة أن الجيش الإسرائيلي وجه تحذيراً جديداً لسكان وسط طهران، يخص منطقتين معينتين، مطالباً المواطنين بمغادرة منازلهم والابتعاد فوراً عن “مراكز إنتاج الأسلحة والقواعد العسكرية”.

وأشارت رويترز إلى أن التحذير تم نشره عبر منصة X باللغتين الفارسية والعربية، حيث طلبت القوات الإسرائيلية من المدنيين الابتعاد عن المنشآت المحددة، وفقاً لـ ذا تايمز.

كما أكد مصدر أن هذا التحذير جاء بعد زيادة الضربات الإسرائيلية على مواقع في قلب العاصمة طهران، مما دفع السلطات الإيرانية إلى اتخاذ إجراءات استثنائية.

وأوضح أن التحذير لم يكن موجهاً لكامل العاصمة، بل اقتصر فقط على منطقتين محددتين تضم أحياء تحتوي على مواقع صناعية وعسكرية مرتبطة بالحرس الثوري ومنشآت إنتاج صواريخ.

وأشارت المعلومات إلى أن عدد السكان في هذه المناطق قد يصل إلى مئات الآلاف، مما يضعهم في خطر تصعيد عسكري مباشر.

وذلك يأتي بعد سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية استهدفت سجن إيوين ومقار للجيش الإيراني، مما أثار حالة من الذعر بين السكان، حيث أفاد شهود برؤية الدخان وألسنة اللهب ترتفع من عدة مواقع.

هذا الأمر أدى إلى انسحاب جماعي لبعض السكان، في ظل انقطاع جزئي في الاتصالات والإنترنت، نتيجة الضغوط التي فرضتها الضربات الجوية والتحذيرات.

في مقابل ذلك، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، في بيان صحفي، أن الهدف من التحذير هو تقليل الخسائر المدنية، مشدداً على أن إسرائيل لا تستهدف المدنيين بشكل مباشر بل تستهدف المنشآت العسكرية ومراكز إنتاج الأسلحة. وتابع أن هدف الجيش هو “توجيه ضربات لنظام عدواني، وليس إيذاء السكان العزل”.

في طهران، لم تصدر السلطات الإيرانية بعد أي تعليق رسمي بشأن هذا التحذير.

كما لم يعلن مسؤول رسمي ما إذا كانت الحكومة تقوم فعلياً بإجلاء المواطنين من المناطق المعنية، في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين الجانبين.

تشير هذه الأحداث إلى تعميق الحرب النفسية والعسكرية الإسرائيلية داخل المدن الإيرانية، بعد زيادة الحوادث العسكرية، بما في ذلك هجمات على مقار إعلامية وضرب مفاعل أراك للماء الثقيل، التي سبقتها تحذيرات مشابهة بإخلاء القرى المحيطة.

يترافق هذا التطور مع ردود فعل إيرانية متعددة، تشمل إطلاق صواريخ باليستية نحو أهداف إسرائيلية وأميركية في المنطقة، بالإضافة إلى التعبئة الإعلامية والدبلوماسية والتهديد بإغلاق مضيق هرمز.

وخلاصة القول، إن التحذير الإسرائيلي لسكان شرق طهران يؤكد أن الحرب لم تعد محصورة ضمن الحدود الجغرافية التقليدية، بل توسعت لتشمل قلب العاصمة ومدنييها، من خلال إنذارات مباشرة تطلقها قوات تشكل ضغطاً عسكرياً ونفسياً على الفرد الإيراني.

مع استمرار هذه الدينامية، تترقب الأوساط الدولية ما إذا كان التقارب نحو وقف إطلاق النار سيتحقق نتيجة لهذا التصعيد الجديد، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع إذا لم يتم احتواء التوتر.