ذكرت الدكتورة إيلين واسيلينا، رئيسة معهد تروكاديرو للدبلوماسية، أن أوروبا تسعى لتبني مسار دبلوماسي خاص بها في ظل تفاقم الأزمة بين إسرائيل وإيران، بعيدًا عن توجهات السياسة الأمريكية. وأوضحت أن الدافع وراء هذه التحركات الأوروبية هو الحفاظ على أمن الطاقة واستقرار الأسواق، خصوصًا مع تصاعد التوترات في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
وفي تصريح لها من باريس عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أشارت واسيلينا إلى الاجتماع الخماسي المرتقب في جنيف، الذي سيجمع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ومفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى وزير الخارجية الإيراني. واعتبرت هذا الاجتماع خطوة أوروبية لإعادة فتح باب التهدئة والمفاوضات النووية، خاصةً في ظل رفض طهران التفاوض مع واشنطن بشكل مباشر.
وأضافت: «أوروبا ليست مجرد ناقل لوجهات نظر الولايات المتحدة، بل تسعى لتقديم حلول دبلوماسية أكثر قبولًا لطهران، خصوصًا وأن أوروبا هي الأكثر تأثرًا بأي اضطرابات في المنطقة بسبب اعتمادها الكبير على مصادر الطاقة من الخليج والبحر الأسود».
كما أشارت إلى أن أوروبا مستعدة لاستثمار 200 مليار دولار فيما وصفته بـ «إعادة تسليح أوروبا» لمواجهة الأزمات المتتالية، خاصةً في ظل تداعيات الحرب الأوكرانية على سوق الطاقة. وأكدت أن الأوروبيين يدركون أهمية الدور الإيراني كمصدر رئيسي للغاز بعد روسيا، مما يفسر حرصهم على تجنب أي صراع شامل.
أما عن قدرة أوروبا على التأثير، أكدت واسيلينا أن القارة العجوز بحاجة لاستعادة دورها الدولي بعد ما تعرضت له من تهميش سياسي منذ ولاية دونالد ترامب. وأكدت أن ذلك يتطلب استراتيجيات جديدة تعتمد على الوساطة الدبلوماسية وتنسيق الجهود مع دول الخليج.
تعليقات